طالبت الولايات المتحدة والدول الأوروبية الكبرى، اليوم الخميس، إيران، خلال الاجتماع ربع السنوي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بتوضيح أسباب تواجد يورانيوم مخصّب بنسبة تقترب من الحد اللازم لتصنيع أسلحة نووية، معربين عن قلقهم من “تطور ينذر بالخطر”، فيما قال ممثل طهران، إن بلاده مستعدة للتعاون وتسعى لـ”تجنّب المواجهة”.
وكشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نهاية الشهر الماضي، ارتفاع مخزون إيران من اليورانيوم المخصب 18 مرة عن السقف المسموح به، فضلاً عن وجود جزيئات يورانيوم مخصب إلى درجة نقاء تصل إلى 83.7% في منشأة “فوردو”، وهي نسبة قريبة جداً من درجة النقاء المطلوبة لصنع الأسلحة النووية.
وقالت واشنطن، في بيان اليوم، خلال الاجتماع إن “جميع أعضاء المجلس يجب أن يشعروا بقلق بالغ إزاء هذا التطور الذي ينذر بالخطر”، مطالبة إيران بـ”تعاون وثيق وفوري مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتوضيح ما حدث، وتسهيل جميع إجراءات التحقق والمراقبة المناسبة التي تراها الوكالة ضرورية حتى يتم الكشف عن أي واقعة تحدث في المستقبل على الفور. ويجب على إيران ضمان عدم تكرار مثل هذا الأمر أبداً”.
وأشار البيان الأمريكي إلى أن “هذه التطورات الجديدة حدثت في منشأة شديدة التحصين شيدتها (إيران) في بادئ الأمر سراً، مما يؤدي إلى زيادة مخاوفنا”.
ورفضت الولايات المتحدة والدول الثلاث الكبرى في أوروبا، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، والمعروفة باسم “E-3″، الضغط من أجل إصدار قرار يدين إيران في اجتماع مجلس المحافظين، لكنهم أوضحوا أن بإمكانهم التحرك في جلسة مقبلة.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاورا هولجيت، إن “على إيران أن تضمن عدم تكرار تلك الواقعة”.
وتابعت “للأسف، سبق لإيران أن أطلقت مراراً وعوداً غامضة مماثلة بشأن التعاون لتجنّب رقابة دولية، لكنها لم تفِ بها أبداً”.
وندّدت فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في بيان وجّهته إلى مجلس حكام الوكالة المنعقد هذا الأسبوع، بسلوك إيران الذي ينطوي على “تصعيد نووي خطير ولا هوادة فيه”.
واعتبرت الدول الثلاث أن “هذا التخصيب غير المسبوق بنسبة 83.7% لليورانيوم-235، تصعيد خطير للغاية”.
وبحسب تقارير إخبارية، ما زال من غير الواضح ما إذا كانت الزيادة الكبيرة في درجة نقاء اليورانيوم حدثت بطريقة غير مقصودة. ورصدت الوكالة ارتفاع نسبة التخصيب في سلسلتين من أجهزة الطرد المركزي أجرت إيران تغييرات جوهرية عليهما دون إخطارها مسبقاً كما كان ينبغي.
وعلَّق الوفد السعودي في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على تقرير وكالة الطاقة الذرية بشأن الملف النووي الإيراني، قائلاً إن “التقرير يُظهر استمرار عدم شفافية الجانب الإيراني في التعامل مع مطالب الوكالة، ونهجها غير الواضح وسياستها القائمة على التضليل”.
وأشار الوفد إلى أن “إيران تستمر في تقديم ردود غير مرضية، وليس لديها مصداقية تقنياً حيال سبب وجود آثار يورانيوم في 3 مواقع غير معلنة”، لافتاً إلى أن “التغييرات غير المعلنة مسبقاً التي قامت بها إيران في محطة فوردو تشير إلى تجاوزات إضافية خطيرة”.
ودعا الوفد السعودي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إيران إلى التعاون الكامل مع الوكالة والعمل بجدية لحل القضايا العالقة “دون مزيد من المماطلة”.
بدوره، أكّد ممثّل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية محسن نذيري، الأربعاء، أنّ بلاده “مستعدّة للتعاون في ملفها النووي”، مضيفاً: “علينا أن نتجنّب المواجهة وأن نعمل معاً بحسّ كبير من المسؤولية”.
وتابع نذيري، “هناك عمل كثير يتعيّن القيام به في الأسابيع والأشهر المقبلة لمعالجة المسائل ذات الاهتمام المشترك، ولهذه الغاية تبدي إيران استعداداً كبيراً للعمل مع رافائيل جروسي”.
ولم يشأ المندوب الإيراني إعطاء مزيد من التفاصيل، لا سيّما بشأن ما أعلنه جروسي عن موافقة طهران على إعادة تشغيل كاميرات المراقبة في عدد من المواقع النووية.
وأجرى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، الجمعة والسبت، زيارة لإيران تلقي خلالها ضمانات بشأن نوايا إيران بعد العثور على جزيئيات من اليورانيوم المخصب بنسبة تناهز تلك يتطلبها إنتاج سلاح نووي.
وتُشدّد إيران على أنها لا تسعى لحيازة سلاح نووي، وتقول إنها لم تحاول يوماً تخصيب اليورانيوم بنسبة تتخطى 60%.
وأكدت إيران لرئيس الوكالة رافائيل جروسي، نهاية الأسبوع الماضي، أنها مستعدة لتقديم مزيد من المعلومات في هذا التحقيق المتعثر منذ فترة طويلة.
وأصدر مجلس المحافظين قراراً في اجتماعه الأخير الربع سنوي الذي عقد في نوفمبر أمر فيه إيران بالتعاون بصورة عاجلة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تحقيقها المستمر منذ سنوات بشأن العثور على جزيئات من اليورانيوم في 3 مواقع غير معلنة.
المصدر: وكالات