نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز مقال افتتاحي بعنوان: “حطام سفينة ينذر بأزمة مهاجرين جديدة في الاتحاد الأوروبي”.
وتقول الصحيفة إن للهجرة في الاتحاد الأوروبي وجهين، إذ يتم الترحيب بـ 4.8 مليون لاجئ أوكراني بحرارة في دول الاتحاد، وهم يفرون من الحرب الدامية التي تشنها روسيا في بلادهم من جهة. فيما يصطدم زورق متهالك يحمل 200 شخص من دول بينها أفغانستان وباكستان وسوريا، بالصخور على بعد أمتار من الشاطئ في جنوبي إيطاليا، مما يسفر عن مقتل 67 شخصاً على الأقل، بينهم 14 طفلاً.
وتقول الصحيفة إن المصائر المتناقضة لأولئك الذين يدخلون الاتحاد الأوروبي يُعرض الاتحاد لاتهامات بتطبيق معايير مزدوجة وبالقسوة وحتى العنصرية.
وتشير الصحيفة إلى أن المزيد والمزيد من المهاجرين يختارون نفس الرحلة الطويلة والخطرة التي قطعها قارب الأحد من تركيا إلى إيطاليا، وذلك لأن العبور الأقصر إلى اليونان أو قبرص قوبل بالرد القسري للسفن، في انتهاك للقانون الدولي.
وارتفع إجمالي أعداد المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي بعد رفع القيود الخاصة بالوباء في جميع أنحاء العالم وبعد أن ضربت الآثار الاقتصادية للحرب الروسية في أوكرانيا العديد من البلدان النامية. كما أدت الفيضانات الكارثية في باكستان وعودة حركة طالبان إلى الحكم في أفغانستان إلى زيادة أعداد الأشخاص الفارين من أوطانهم.
وتقول الصحيفة إن بروكسل بقيت مكتوفة الأيدي إلى حد كبير في التعامل مع الهجرة غير النظامية واللجوء، وهي واحدة من أكثر الموضوعات إثارة للخلاف بين الناخبين.
ولا يزال اتفاق الهجرة الذي تم اقتراحه لأول مرة في عام 2020 عالقاً في المفاوضات. ولم تحرز قمة زعماء الاتحاد الأوروبي الأخيرة حول الهجرة أي تقدم حقيقي.
وعلى الرغم من أنها تمكنت بسرعة من وضع خطة حماية مؤقتة للأوكرانيين، لم يفعل الاتحاد الأوروبي شيئاً يذكر لدفع الجهود لتحسين الإجراءات القانونية لدخول المهاجرين، بحسب الصحيفة.
واعتبرت الصحيفة أن تلك هي إحدى الطرق الرئيسية لتقليل الهجرة غير الشرعية، إلى جانب نظام عودة موثوق به وآمن لأولئك الذين لا يستوفون المعايير الرسمية المطلوبة للحصول على اللجوء.
وأدى ذلك إلى أن تأخذ الدول الموجودة على خط المواجهة، بينها إيطاليا، زمام الأمور بأيديها.
وختمت الصحيفة مقالها بالقول إنه لا توجد حلول سهلة للمشكلة المستعصية التي يطرحها الكثير من الأشخاص الذين يخاطرون بعبور البحر على أمل حياة أفضل في أوروبا، “لكن مجرد تركهم يغرقون هو ببساطة أمر غير مقبول”.
المصدر: وكالات