وصفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بأنها “أكبر حرب برية في القارة الأوروبية منذ عام 945 “.. وقالت : إن “العالم أحيا الذكرى القاتمة للحرب الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير 2022، وهو اليوم الذي شهد بداية أكبر حرب برية في القارة الأوروبية منذ عام 1945، بوصفها سلسلة مترامية الأطراف من المعارك على طول ما يمثل الآن خط المواجهة البالغ طوله 600 ميل، والذي غير إلى الأبد الجغرافيا السياسية للغرب”.
وأضافت الصحيفة- اليوم /الاثنين/- إن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي وحلفاءه السياسيين والقوات المسلحة الأوكرانية تحت قيادتهم خالفوا جميعا التوقعات التقليدية آنذاك، ونجوا من الهجوم الروسي الأولي، وبعد مرور عام، تقف أوكرانيا قوية، كما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن بايدن في وارسو الأسبوع الماضي.
وتابعت: الآن وبعد دخول الحرب عامها الثاني، بات التركيز مكثفا على النحو الذي ستنتهي به، فالخط الذي أوضحه بايدن والجزء الأكبر من نظرائه في حلف شمال الأطلسي يتمثل في أن الحكومات الغربية ستدعم أوكرانيا “مهما تطلب الأمر” لطرد القوات الروسية من أراضيها، في حين يريد زيلينسكي أن يواصل الغرب ضخ مزيد من الأسلحة المتطورة الأسلحة في أوكرانيا، بما في ذلك الطائرات المقاتلة.. وأن استمرار الحرب فإنها تعمل بمثابة اختبار للنوايا.
ونقلت الصحيفة عن نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانز، قوله: “يجب علينا جميعا أن نستهدف تحقيق اختتام سريع للقتال.. ولكن من المفارقات التي تتصل بتحقيق هذه النتيجة، يجب أن نوضح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أننا سنواصل المسار، ونفعل كل ما يستلزمه الأمر ، حتى يرى أنه لا فائدة من إرسال الشباب إلى الجبهة الأوكرانية”.
ورأت “واشنطن بوست” أنه بالرغم من كل الشجاعة التي تتصف بها زيارة بايدن إلى كييف ووارسو الأسبوع الماضي، لا يزال من غير المؤكد أن الغرب الموحد لن يستسلم أولا، إذ يتم خوض المرحلة الحالية من الحرب من خلال صراعات استنزاف، ومع تعثر الصراع وعدم قدرة أي من الطرفين على توجيه ضربة حاسمة، تشن أوكرانيا معركة تقليدية من أجل الأراضي في حين تبنت روسيا نهجا “أكثر وحشية”، حسبما وصفه المؤرخ العسكري لورانس فريدمان، بما في ذلك الغارات الجوية المستمرة على المناطق المدنية.
وأضاف: إن روسيا تسعى إلى تهيئة ظروف يشعر فيها الشعب الأوكراني بأن الكيل قد طفح، وتسعى أوكرانيا إلى جعل وضع الجيش الروسي غير مبرر”.
واستطرد: لكن في العلن هذا ليس هو الموقف الأوكراني تماما، فلا تزال كييف وحلفاءها الغربيين يعلنون عن رغبتهم في تحقيق نصر كامل بطرد روسيا من كل شبر من الأراضي الأوكرانية- بما في ذلك شبه جزيرة القرم- التي ضمها الكرملين في عام 2014، بينما في الأحاديث الخاصة يعترف بعض المسئولين الأمريكيين والأوروبيين بأن هذه النتيجة غير مرجحة.
ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا قد دفعت ثمنا باهظا للحرب، حيث قُتل أو جُرح ما يصل إلى 200 ألف شخص، فضلا عن نظام عقوبات كاسح على البلاد زاد من عزلتها الجيوسياسية عن الغرب، غير أنها أظهرت القدرة على الصمود، بينما تستمر العلاقات في أماكن أخرى إذ يشاع أن الصين تفكر في تسليم مساعدات فتاكة يمكن أن تدعم المجهود الحربي الروسي؛ كما نمت التجارة الثنائية الروسية مع الهند بنسبة 400 في المائة على مدار العام الماضي.
وأضافت: أنه في حين أن الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا ثابت، فإن هناك تعقيدات تتعلق بالحصول على معدات جديدة مثل دبابات القتال وتجهيز القوات المسلحة الأوكرانية لاستخدامها مما أدي إلى تأخيرات كبيرة.. وقال ستيفن هادلي، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي خلال فترة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش: “إن التزامنا الشفهي يأتي قبل قدرتنا على الوفاء بهذا الالتزام.. لقد تأخرنا ستة أشهر في تزويدهم بالمعدات العسكرية التي يحتاجونها”.
ورأت الصحيفة إنه ربما ربما تتأثر قواعد اللعبة على الأرض، حيث تلوح في الأفق معارك الربيع الجديدة، وثمة الكثير من الأمور على المحك ويخشى بعض المحللين من أن الوفرة المفرطة للأسلحة في كييف وداعميها ربما تطاردهم يوما ما.
المصدر : أ ش أ