رأت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اليوم الأحد، أن الإعلان عن زيارة مرتقبة للرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، إلى الصين في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، تثير مخاوف كل من كييف وحلفائها الغربيين بشأن مستقبل الحرب الأوكرانية.
واعتبرت الصحيفة أن “زيارة الدولة” التي سيقوم بها لوكاشينكو بعد غد الثلاثاء، تؤكد بشكل خاص مخاوف الولايات المتحدة من أن الصين مستعدة لإرسال “مساعدات فتاكة” إلى روسيا، على الرغم من إعلان بكين نيتها التوسط في إنهاء الصراع.
وكانت الصين أعلنت، أمس السبت، أن زيارة لوكاشينكو ستستمر لثلاثة أيام. وقالت الصحيفة الأمريكية إنه من المرجح أن يؤدي وجود لوكاشينكو – وهو حليف وثيق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين – في بكين إلى زيادة الاهتمام الدولي والضغط على موقف الصين المتداخل فيما يتعلق بالحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإعلان الصيني يأتي بعد أسبوع من اتهام إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للصين بالتفكير في إرسال مساعدة عسكرية قاتلة إلى روسيا، وهو ادعاء نفاه المسؤولون الصينيون. وقال مكتب لوكاشينكو إن زيارة الأخير للصين ستكون فرصة لتقديم “استجابة للتحديات الحادة في البيئة الدولية الحديثة”.
واعتبرت “نيويورك تايمز” أن تزايد المخاوف جاء بعد تصريحات هاتفية جمعت بين وزير الخارجية البيلاروسي، سيرجي ألينك، ونظيره الصيني، تشين جانغ، حيث أكد الأخير أن بلاده “تعارض تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية لبيلاروسيا والفرض غير القانوني لعقوبات غربية واسعة عليها”، بسبب دعمها لروسيا.
وفي هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن ياهويني بريهيرمان، مدير “مجلس حوار مينسك للعلاقات الدولية”، قوله إن بيلاروسيا تعتبر الصين منذ فترة طويلة شريكًا رئيسًا في السياسة الخارجية والاقتصاد”، وأضاف: “لكن في ظل الظروف الحالية للعقوبات الغربية غير المسبوقة ضد بيلاروسيا، فقد ازدادت أهمية الصين بالنسبة لمينسك”.
وتابع بريهيرمان، في حديثه مع الصحيفة الأمريكية، أن لوكاشينكو يبدو مهتمًّا بشكل أساس بتأمين المزيد من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية مع الصين. وقال: “يمكن بالتأكيد أن يكون التعاون في المجمع الصناعي العسكري جزءًا من ذلك، خاصة وأن البلدين لديهما بالفعل سجل حافل من التعاون في هذا المجال”.
وفي تصريح اعتبرت الصحيفة أنه يزيد “الشكوك”، رأى بريهيرمان أن الصين “قد تجني مكاسب رمزية وعملية” من توثيق العلاقات مع بيلاروسيا. وقال: “نظرًا لأن بيلاروسيا قريبة جدًّا من روسيا ومن ساحة المعركة، فإن لوكاشينكو لديه معلومات حصرية حول الوضع في ساحة المعركة. أنا متأكد من أن هذا سيكون ذا أهمية خاصة للقادة في بكين”.
وعلى صعيد آخر، قالت الصحيفة إنه في حين أن الصين حاولت بنجاح محدود تحقيق الاستقرار في العلاقات مع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى في الأشهر الأخيرة، فإن لوكاشينكو سيكون الأحدث من بين العديد من شركاء الصين “الاستبداديين” الذين استدرجتهم بكين أخيرًا.
وقالت “نيويورك تايمز”، إن المسؤولين في كييف وواشنطن وعواصم أخرى سيراقبون عن كثب أي مؤشرات على أن الدعم السياسي الصيني للوكاشينكو سيترجم إلى تعاون أوثق في الشؤون العسكرية، والتكنولوجيا، مع تداعيات ذلك على ساحات القتال في أوكرانيا.
المصدر: وكالات