يُنسب إلى القائد العسكري في الجيش البريطاني، الجنرال برنارد مونتغمري قول شهير هو: “إذا خسرنا الحرب في الجو، خسرنا الحرب وبسرعة كبيرة”.
مضى زمن طويل على هذه المقولة للجنرال الذي ترك بصمة كبيرة، إبان الحرب العالمية الثانية، وجرت مياه كثيرة في نهر الحروب والتكنولوجيا العسكرية.
ويقول خبراء إن الصعوبات الجمة التي تواجهها روسيا في حرب أوكرانيا رغم تفوقها الجوي دليل على أنها ليست بالأهمية التي تبدو عليها، بدليل أنها لم تترجم هذا التفوق إلى نتائج عسكرية على الأرض، بحسب تحليل لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية.
في المقابل، تسعى كييف حثيثا للحصول على الطائرات الحربية هذه الأيام.
حصل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على مطلبه الخاص بالدبابات المتطورة، أما الآن فهو يطالب بالحصول على طائرات مقاتلة، فهل تحسم الحرب التي تقترب من إنهاء عامها الأول لصالحه؟
عقبات أمام المقاتلات
في البداية ، القوة الجوية نظام معقد من القدرات يواجه في حالة أوكرانيا تحديات كبيرة من الطرف الروسي، فصواريخ أرض- جو “سام” توفر نظاما دفاعيا متعدد الطبقات، كما أن الطائرات الحربية المزودة بصواريخ متطورة من طراز “جو- جو” وأنظمة رادار، وتقنيات الحرب الإلكترونية، فضلا عن دعم لوجستي مثل تزويد الطائرات بالوقود في الجو يمثل قوة كامنة كبيرة في مواجهة الأوكرانيين.
ومع ذلك، يشكل نظام الدفاع الجوي الأوكراني بيئة عدائية للقوات الجوية الروسية.
ومنذ بداية الحرب حتى الآن، أسقط الأوكرانيون 130 طائرة حربية روسية (10% من إجمالي الطائرات الحربية الروسية)، بحسب ما ذكرت “سكاي نيوز” البريطانية.
وبما أن الغالبية العظمى من الطائرات المحلقة في سماء أوكرانيا روسية، فإن القوات الأرضية الأوكرانية تعتبرها خطرا، وتقول: “إذا حلّقت أُسقطت”.
ولذلك، فإن أكبر خطر يواجه الطائرات المقاتلة الأوكرانية هو أن يجري إسقاطها عن طريق الخطأ.
ويعتقد معظم الخبراء العسكريين الغربيين أنه بوسع القوة الجوية، إن توفرت، سحق الدفاعات الروسية وإثبات قدراتها الحاسمة.
لكن لا يوجد تفويض قانوني لحلف شمال الأطلسي “الناتو” بالانخراط في الحرب على شاكلة تزويد كييف بالمقاتلات الحربية، علاوة على غياب أي رغبة من الدول الأعضاء بالقتال ضد روسيا.
وعليه، يطرح السؤال التالي: إذا كان الغرب غير قادر أو غير راغب بتزويد أوكرانيا بالقوة الجوية اللازمة، فكيف يمكن لأوكرانيا القيام بالأمر؟
الأمر أكثر من مجرد طائرات
إن الطائرات الحربية ذات قدرات قتالية كبيرة، لكنها أيضا معقدة للغاية.
ويبدي الطيارون الأوكرانيون إحباطهم من الطائرات التي بحوزتهم حاليا، فهي من طراز “ميغ”، ويعود تاريخ صناعتها إلى الحقبة السوفيتية.
وفي حال حصل الأوكرانيون على مقاتلات من طراز “إف-16″، أو أي مقاتلات حربية مشابهة، فإن ذلك سيلبي حاجات البلاد الأمنية على المدى المتوسط.
ويحتاج الطيارون الأوكرانيون إلى وقت طويل للتدرب على هذه الطائرات والمعدات المعقدة الخاصة بها.
ولن يعالج هذا كله العناصر الحيوية الأخرى في القوة الجوية اللازمة لترجمة قدرات هذه الطائرات إلى أداة قادرة على الفوز بالمعارك.
وسيعرض وضع كهذا الطائرات الحديثة لخطر شديد، ويشجع سلاح الجو الروسي على ضربها.
وقد يكون النهج الأكثر واقعية هو تحسين المقاتلات الحربية لدى أوكرانيا من طراز “ميغ- 29”.