منتدى دافوس العالمي يعد من أهم المحافل الاقتصادية التي تضم أثرياء العالم والحكومات وكبرى المؤسسات المالية ومنظمات المجتمع الدولى، حيث مرتقب مشاركة نحو 116 مليارديراً من حول العالم، إضافة إلى حضور آلاف الشخصيات البارزة في عالم الاقتصاد والمال والسياسة، وذلك في ظل تحديات ضخمة يمر بها العالم جراء جائحة كوفيد 19 والتى ما زالت تداعياتها مستمرة، والأزمة الروسية الأوكرانية وآثارها على موجة التضخم العالمية التى تعانى ويلاتها دول العالم، وأيضا الخطر الوجودى “تغير المناخ” الذى يهدد مستقبل البشرية، خلاف توترات دولية وحالة انقسام كبيرة التى يعيشها المجتمع الدولى.
ورغم حالة عدم التفاؤل، أعتقد أن هذه النسخة استثنائية نظرا لهذه التحديات وتعدد الأزمات العالمية، وباعتبار أنها فرصة مهمة للمجتمع الدولى للبحث عن حلول مبتكرة وإيجاد آليات واضحة لحماية الإنسانية من مخاطر وظروف قاسية، خاصة أن العالم أمام منعطف خطير، سواء أمام قضية التغير المناخي أو تداعيات ارتفاع أسعار الطاقة، مرورا بالمخاوف من أزمة الأمن الغذائى، والتخوف من كارثة الدخول فى حرب عالمية ثالثة أو نووية.
ومن المهم ونحن نتحدث عن هذه النسخة الاستثنائية من منتدى دافوس 2023، يجب أن نسلط الضوء على حرص الدولة المصرية على المشاركة في أعمال المنتدى من خلال وفد رفيع المستوى، الأمر الذى يُسهم قطعا في تحقيق فرص في غاية الروعة على كافة المستويات، ما يعد فرصة لجذب استثمارات أجنبية في وقت تبحث فيه أوروبا عن مخرج من أزمة الركود العالمي.
وأعتقد أيضا أن أبرز هذه الفرص الترويج للجهود التنموية للدولة المصرية في مختلف مجالات التنمية المستدامة، والتي قطعت مصر أشواطا كبيرة في سبيل تحقيقها خاصة المبادرات التنموية كمبادرة “حياة كريمة” ودورها في الارتقاء بمستوى معيشة 60 مليون مواطن، وكذلك إبراز جهود مصر فى التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وجهودها في الطاقة المتجددة.
والأهم أيضا، أن مشاركة مصر فى منتدى دافوس العالمي تعد فرصة للوفد المصرى للعمل خلال فعاليات المنتدى على تعزيز العلاقات مع الدول الفاعلة في الاقتصادى العالمى والاستفادة من هذا فى جذب للاستثمارات وتعزيز التفاهمات الدولية وتدعيم العلاقات مع مجتمع المال والأعمال العالمى.
لذلك، فإن مشاركة مصر بمثابة خطوة مهمة لإطلاع المجتمع الدولي على الرؤية المصرية من خلال مجمع عالمى يجمع عددًا من رؤساء الدول والحكومات وكبار ممثلي الشركات والمنظمات الدولية ومجتمع المال في ظل فرص مصر الواعدة في مجال الاستثمار، لتميزها بموقع محوري يسمح لها بأن تكون نقطة ارتكاز حقيقية لانطلاق الاستثمارات والشركات العالمية إلى أسواق ومناطق أخرى..
المصدر: وكالات