أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرج اليوم الخميس على التزام الحلف باستقرار أفغانستان وضمان الحفاظ على المكاسب التي تحققت بعد انتهاء العملية العسكرية الأجنبية في البلاد عام 2014.
وتركت قوات الأمن الأفغانية لتواجه مصيرها بمفردها إلى حد كبير هذا العام في أول اختبار لقدراتها منذ أطاحت القوات الأمريكية بحركة طالبان الإسلامية المتشددة عام 2001 عن الحكم.
وصمدت القوات الحكومية التي تسيطر على مدن وبلدات ومراكز الأحياء إلى حد كبير حتى الآن غير أن قتلى الشرطة والجيش بلغوا حدا “لا يمكن احتماله” على المدى البعيد كما استعاد مقاتلو طالبان مواقع في أقاليم استراتيجية واستأنفوا ممارسة دورهم كحكومة أمر واقع.
وقال شتولتنبرج للجنود في معسكر مورهيد في مقاطعة وارداك حيث تدرب القوات الخاصة الأمريكية وحدات من القوات الخاصة الأفغانية لتتسلم مهامها “لقد ضحينا بالكثير لنعطي أفغانستان فرصة لتنجح.”
وأضاف وفقا لبيان نشره الحلف “لا يمكننا ولن نسمح بأن نخسر هذه المكاسب.”
وقتل أكثر من 4600 جندي أفغاني خلال الحرب على طالبان هذا العام في زيادة بلغت 6.5 في المئة عن العام الماضي.
وفي إشارة إلى العنف المتنامي في البلاد اتهم المسؤولون في مقاطعة باكتيا طالبان باعدام ثمانية مدنيين.
بدورها أعلنت الحركة مسؤوليتها عن الهجوم وقالت إن الرجال الذين أعدموا هم افراد في قوات الأمن.
وقال الرئيس الأفغاني أشرف غني في مؤتمر صحفي مشترك مع شتولتنبرج إن استثمار الحلف في قوات الأمن المحلية البالغ عددها 350 ألف عنصر أثبت نجاحها مشيرا إلى أنه يتطلع إلى الأمام للعمل مع التحالف.
وأضاف للصحفيين “بعد 31 ديسمبر ستكون القوات الأفغانية فقط مسؤولة عن حمل السلاح لكن هذا لا يعني نهاية التعاون مع حلف شمال الأطلسي بل بداية مرحلة جديدة.”
ومن المتوقع أن تبقى في أفغانستان كتيبة من عشرة آلاف جندي غربي معظمهم من الأمريكيين بعد نهاية العام لتدريب وتقديم الدعم للقوات الأفغانية كما سيشارك 1800 جندي أمريكي في عمليات مكافحة الإرهاب.
وفي الوقت الذي يسعى فيه غني إلى الحفاظ على العلاقات الوثيقة مع حلف شمال الأطلسي يتطلع في الوقت نفسه إلى تعزيز التحالفات مع آسيا.
وقام غني بالزيارة الرسمية الأولى له بعد تسلمه منصبه في سبتمبر أيلول الماضي إلى الصين التي تعهدت بتقديم 327 مليون دولار للمساعدة في إرساء الاستقرار في أفغانستان حتى عام 2017 وهو أكثر مما قدمته منذ الغزو الأمريكي.
ويربط الصين بأفغانستان ممر جبلي ضيق يكاد يستحيل عبوره ويثير قلقها احتمال أن يدفع انعدام الاستقرار على طول الحدود الافغانية مع باكستان الإنفصاليين المسلحين في إقليم شينجيانغ في غرب البلاد إلى شن هجمات.
المصدر: رويترز