قالت صحيفة (الخليج) الإماراتية إن القادة العرب بحاجة دائماً للقاء على مختلف المستويات في مثل الظروف الدولية التي نعيشها، والأزمات المتعلقة بالمنطقة العربية، بهدف التشاور والتنسيق واتخاذ القرارات التي تؤكد على وحدة الموقف العربي، إضافة إلى البقاء في حالة يقظة لمواجهة مختلف التحديات الحالية والمقبلة، وترسيخ أسس التعاون المشترك في مختلف الميادين، مرجعا أهمية تلك اللقاءات إلى دورها في خلق أجواء إيجابية تخدم المواقف العربية المشتركة وتصب في مصلحة العلاقات البينية.
وأكدت الصحيفة – في افتتاحيتها اليوم /الخميس/، تحت عنوان “أهمية اللقاءات العربية”- أن مؤتمر (بغداد-2)، الذي استضافه الأردن الشقيق يشكل إدراكاً ووعياً بأهمية التنسيق في مثل الظروف الدولية الراهنة التي تحمل إرهاصات قد تغير معالم المواقف الدولية المعهودة منذ نهاية الحرب الباردة عام 1991، ما يفرض على العرب مجاراة هذه التحولات، وأن لا يكونوا على هامشها باعتبارهم معنيين قبل غيرهم بأن يكون لهم دور وموقف حاسم.
وشددت على أن الدور العراقي مهم عربياً وإقليمياً لأنه يشكل بوابة العرب باتجاه الشرق، وهو أيضاً يمثل المصد الشرقي للأمة العربية في مواجهة كل ما يهدد أمنها، لذلك كان الموقف العربي واضحاً خلال المؤتمر في التأكيد على هذا الدور، قائلة أن “استقرار العراق وأمنه هو استقرار للمنطقة برمتها وتعزيز لأمنها”.
وأشارت إلى أن العراق يمر بمرحلة مهمة من التحوّل في تاريخه، من خلال الخطوات التي يتخذها على صعيد استعادة التوازن في علاقاته العربية والدولية، والعودة إلى حاضنته العربية، وترسيخ أسس السلم الأهلي ودولة الدستور والقانون وتعزيز الحوكمة وبناء المؤسسات القادرة على حماية مقدرات البلاد وتحقيق تطلعات الشعب العراقي في الأمن والتنمية، وهو ما لقي ترحيباً من كل الدول التي شاركت في المؤتمر، وأجمعت على أهمية دعم العراق وحل الخلافات في الإقليم من خلال الحوار، والإلحاح على بناء شراكات سياسية واقتصادية وتنموية وأمنية موسعة، كي تكون في خدمة المواطن العربي، وتحقيقاً لهدف التكامل العربي.
وذكرت أن هذا الوعي بأهمية العمل المشترك أكده القادة من خلال الدعوة إلى تحقيق التنمية الاقتصادية ونجاح مشاريع التعاون الإقليمي، ما يتطلب علاقات صحية تقوم على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام القانون الدولي، واعتماد الحوار سبيلاً لحل الخلافات، والتعاون في مواجهة الإرهاب وتكريس الأمن والاستقرار.
وأكدت (الخليج)، في ختام افتتاحيتها، أن الاتفاق على عقد النسخة الثالثة من المؤتمر في مصر العام المقبل، خطوة مهمة لأنها تعني استمرار اللقاءات لمتابعة تحقيق ما تم الاتفاق عليه، والمضي في نهج التعاون والتنسيق المشترك.
المصدر : وكالة أنباء الشرق الاوسط أ ش أ/