أكد الباحث البريطاني جاك والتنج أن إرسال الولايات المتحدة لصواريخ باتريوت لأوكرانيا قد يغير بالفعل موازين القوى في ساحة القتال بين القوات الروسية والأوكرانية إلا أنه ينطوي في نفس الوقت على كثير من المخاطر حيث إنه يهدد بتصعيد الصراع المسلح هناك.
وأضاف الباحث وعضو المعهد الملكي للخدمات المتحدة، في مقال نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، أن حصول القوات الأوكرانية على منظومة باتريوت سوف يعزز من قوة الردع والدفاع الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية، إلا أنه في نفس الوقت يشي بأن إدارة الرئيس جو بايدن تجاوزت خطوطاً جديدة في مجال المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن لأوكرانيا.
وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن منظومة باتريوت، التي تحتوي على صواريخ تصدي قوية وأجهزة رادار حديثة، سوف تمثل طفرة قوية في إمكانات القوات الأوكرانية لكنها تمثل في نفس الوقت تطوراً كبيراً في نطاق المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن لكييف.
ويضيف الكاتب أنه على الرغم من رفض إدارة الرئيس جو بايدن تقديم تلك المنظومة المتقدمة من الصواريخ لأوكرانيا في السابق إلا أن التطورات على أرض المعركة والهجمات الصاروخية المكثفة من جانب القوات الروسية ضد البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا دفعت واشنطن إلى العدول عن ذلك الموقف والميل إلى تقديم مساعدات أكثر تقدماً لأوكرانيا لتعزيز قوة الردع لديها في مواجهة الآلة العسكرية الروسية.
ويشير الكاتب إلى أن المساعي، التي تبذلها روسيا حالياً لتعزيز مخزونها من الصواريخ الباليستية، تشير الى أن الهجمات الروسية المكثفة سوف تستمر لفترة طويلة مما جعل تزويد أوكرانيا بأسلحة ردع فعالة يمثل أولوية إنسانية.
وأضاف الكاتب أنه يجب ملاحظة أن منظومة باتريوت متوسطة المدى لن توفر حماية مباشرة للجانب الأوكراني، وهو ما يعني استمرار الهجمات الروسية على الأهداف الأوكرانية لفترة من الوقت ليست بالقصيرة نظراً لتعقد عملية استخدام وتشغيل منظومة صواريخ باتريوت، وهو ما سوف يستغرق بعض الوقت لتدريب القوات الأوكرانية على استخدامها.
ويلفت الكاتب إلى حقيقة أن مخزون أسلحة الدفاع الجوي في أوكرانيا بدأ في النفاد مما دفع كييف إلى الاعتماد بشكل كبير على المساعدات الدولية للوفاء باحتياجاتها من أسلحة الدفاع الجوي علاوة على المساعدات الأخرى لتوفير احتياجاتها من ذخيرة المدفعية والعربات المدرعة، موضحاً أن تلك الأوضاع باتت تمثل ضغوطاً كبيرة على مخزون الأسلحة المحدود لدى الدول الغربية.
ويرى الكاتب أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يجب أن تنبه دول حلف شمال الأطلنطي إلى العمل على زيادة معدلات التصنيع ولاسيما في المجال العسكري إلى جانب زيادة الاستثمار في مجال تصنيع الذخائر، معرباً عن اعتقاده أن تحقيق ذلك الهدف سوف يستغرق بعض الوقت.
ويختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أهمية سعي الولايات المتحدة وحلفائها لتحقيق التوازان بين تقديم المساعدات العسكرية اللازمة لأوكرانيا وبين تلبية احتياجات الدول المانحة من أجل الحفاظ على أمنها والوفاء باحتياجاتها من الأسلحة الدفاعية.
المصدر: أ ش أ