أكدت الولايات المتحدة، الأحد، أنها تحتجز ليبيا يشتبه في قيامه بصنع القنبلة التي استخدمت في تفجير طائرة أمريكية فوق لوكربي في اسكتلندا في ديسمبر 1988، ما أسفر عن مقتل 270 شخصًا.
وقال متحدث باسم وزارة العدل في بيان، إن أبو عجيلة محمد مسعود موقوف وسيمثل أمام قاض في العاصمة واشنطن، دون تحديد تاريخ المثول.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، الأحد، عن سلطات اسكتلندية أن المتهم بتصنيع القنبلة التي فجرت الطائرة “بان أميركان رقم 103” فوق لوكربي باسكتلندا عام 1988، محتجز الآن في الولايات المتحدة، التي وجهت اتهامات ضده قبل عامين.
وتعرض مسعود، المتهم بصناعة قنبلة هجوم لوكربي، للاختطاف في ليبيا الشهر الماضي، وظل مصيره مجهولا حتى الإعلان عن احتجازه في الولايات المتحدة.
وأفادت وسائل إعلام غربية، الأحد، بأن “الولايات المتحدة أبلغت عائلات ضحايا لوكربي أنها اعتقلت صانع قنبلة الهجوم”.
وفي نوفمبر الماضي، قالت عائلة مسعود إنها لا تعلم مكان وجوده ولا مصيره بعد أيام على اختطافه.
وأفادت العائلة في بيان أن مسلحين يرتدون ملابس مدنية على متن سيارتين من نوع “تويوتا”، اقتحموا منزلهم بمنطقة أبو سليم في العاصمة طرابلس الساعة 1.30 بعد منتصف ليل 16 نوفمبر 2022، وخطفوا مسعود واقتادوه إلى جهة غير معلومة بعد الاعتداء عليه.
يشار إلى أن مسعود هو مسؤول بجهاز المخابرات في عهد النظام السابق، وتمت إدانته بتهم لها علاقة بالحادث المميت الذي راح ضحيته 270 شخصاً، بينهم 190 أمريكياً خلال رحلة طيران بين لندن ونيويورك.
كما وجهت إليه نهاية عام 2020 تهما في الولايات المتحدة بـ”ضلوعه في التخطيط وتصنيع القنبلة” التي أسقطت الطائرة فوق منطقة “لوكربي” وبارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب.
ويتهم معارضو رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، الميليشيات الموالية له بالوقوف وراء اختطاف مسعود وتسليمه لواشنطن لمحاكمته على أراضيها، في إطار صفقة سياسية للبقاء في السلطة.
غير أن وزارة العدل في حكومة الدبيبة أكدت أن ملف قضية لوكربي أغلق بالكامل سياسياً وقانونياً بموجب اتفاق بين ليبيا وأمريكا، ومرسوم سابق صدر عن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش في 2008.
وفي عام 1991، اُتهم اثنان آخران من عملاء المخابرات الليبية في التفجير وهما: عبد الباسط علي المقرحي والأمين خليفة فحيمة.
وأدين المقرحي بتنفيذ التفجير وحكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2001، وأُطلق سراحه لاحقا لإصابته بالسرطان وتوفي عام 2012.
وتمت تبرئة فحيمة من جميع التهم، لكن الادعاء في اسكتلندا أكد أن المقرحي لم يتصرف بمفرده.