“الثقافة هي قوة مصر الناعمة” فلسفة تحققت على أرض الواقع في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال استراتيجيات وسياسات ومشروعات نفذتها وزارة الثقافة طوال 9 سنوات من تولي الرئيس السيسي المسئولية؛ لنشر الثقافة المصرية في الداخل والخارج، ومن أجل هدف بناء الإنسان المصري ورفع وعي المواطن لتمكينه من القدرة على مواجهة التحديات.
انضمت وزارة الثقافة -خلال الأعوام الماضية- إلى المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” بهدف القيام بدورها في المسار التنويري وتطوير الوعي المجتمعي من خلال أنشطة فكرية ومعرفية وثقافية متعددة ومتنوعة، أبرزها تنظيم مهرجانات الموسيقي والغناء بالمناطق الأثرية بمختلف المحافظات، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، وذلك لتشجيع السياحة الداخلية ورفع الوعي السياحي والأثري لدى المصريين؛ بما يمثل أحد أهداف استراتيجية وزارت الثقافة والسياحة والآثار للتنمية المستدامة 2030.
وتبنت الوزارة في عهد الرئيس السيسي مبدأ “تحقيق العدالة الثقافية”، من خلال إطلاق العديد من الأنشطة الثقافية في مختلف المحافظات، ومنها مشروع المسارح المتنقلة لوصول الخدمة الثقافية إلى مختلف القرى والنجوع، متضمنة (معارض كتب، اكتشاف مواهب، عروض فنية وثقافية، تدريب حرف تراثية.. إلخ).
وشهد عام 2022 دورًا بارزًا في قرى “حياة كريمة”، من خلال نحو 2000 فعالية في القرى، في نطاق 12 محافظة بالتعاون مع وزارات التنمية المحلية، الشباب والرياضة، التربية والتعليم، والمجلس القومي للمرأة، وشمل الورش الفنية والحرفية الخاصة بالمرأة والطفل والشباب، خزف، خياطة، خرز، فنون تشكيلية، الخط العربي، حفر على الرخام، إلى جانب اكتشاف الموهوبين في مجالات الفنون والآداب، والعروض الفنية لفرق الفنون الشعبية والموسيقى العربية، إضافة إلى تزويد عدد من المكتبات بإصدارات الوزارة، كما قدم “مسرح المواجهة والتجوال” بالبيت الفني للمسرح، ليال مسرحية في 20 محافظة على مستوى الجمهورية.
وفي مجال الريادة الثقافية والحضارية المصرية، أبرمت الوزارة عددًا من البروتوكولات ومذكرات التفاهم مع الدول العربية والأجنبية؛ ترسيخًا لمدى انفتاح الثقافة المصرية على العالم، وتأكيدًا عن رغبة العديد من الدول على الانفتاح على الثقافة المصرية.
وشهد عهد الرئيس السيسي، توقيع اتفاق تعاون ثقافي وفني مع نيكاراجوا، ومذكرة تفاهم مع كوبا في المجال الثقافي، ومذكرة تفاهم مع السنغال، ومشروع مذكرة تفاهم بين المركز القومي (دار الأوبرا المصرية) والمسرح القومي للباليه والفرق الشعبية في ألبانيا للتعاون فيما بينهما، ومشروع مذكرة تفاهم المملكة العربية السعودية.
وامتد نشاط وزارة الثقافة خلال تمثيلها في مختلف المحافل الدولية للاهتمام بالقضايا ذات الصلة، ومنها التوصل إلى اتفاق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” على تكثيف التعاون لتسجيل المزيد من العناصر التراثية المادية وغير المادية، ضمن قوائم اليونسكو، والاهتمام بالقضايا المتعلقة بحماية وصون التراث والممتلكات الثقافية، إضافة إلى التعاون في تدشين صندوق حماية التراث من آثار التغيرات المُناخية، وذلك على هامش المشاركة في الدورة 23 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية بالوطن العربي.
كما شهد المؤتمر، الاتفاق بين وزيري الثقافة المصرية والأردنية على تفعيل الاتفاقيات المشتركة لتحقيق المزيد من التبادل الثقافي بين البلدين، خاصة في مجالات النشر وإقامة المعارض وتبادل المشاركات في المهرجانات، ومع وزير الثقافة والشباب والرياضة الموريتاني؛ لبحث إقامة أنشطة ثقافية مشتركة ودعم المشاركة الموريتانية في التفاعليات الثقافية بمصر.
وعلى مستوى التمثيل الثقافي المصري، شهد عام 2016 تنظيم العام الثقافي المصري الصيني، وفي عام 2017 شاركت مصر كضيف شرف بفعاليات الجنادرية الثقافية بالمملكة العربية السعودية، ونظمت فعاليات الدورة 21 لمؤتمر الوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الإليسكو)، كما تم إطلاق العام الثقافي المصري الفرنسي 2019، وتنفيذ أجندة الفعاليات الثقافية للاحتفال برئاسة مصر للاتحاد الإفريقي 2019، وكذلك افتتاح الرئيس لدورة اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بمشاركة 35 دولة عربية وأجنبية وحلت عليها جامعة الدول العربية كضيف شرف، وكذلك إطلاق فعاليات عام التعاون الإنساني المصري الروسي 2021، وإقامة النشاط الثقافي لأكاديمية المصرية للفنون بروما موسم 2021/2020.
كما شهد عام 2021 أكبر تحرك مصري في مجال الدبلوماسية الثقافية – رغم القيود التي فرضتها انتشار جائحة فيروس كورونا على حركة التبادل الثقافي – وذلك من خلال عودة القوة الناعمة المصرية للمحافل الدولية، حيث سلمت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة السابقة رئاسة مؤتمر الوزراء المسئولون عن الشئون الثقافية في الوطن العربي إلى دولة الإمارات لتنطلق الدورة 22 وتناقش موضوع “مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية” وذلك بالتزامن مع معرض إكسبو دبي 2020، كما تم تمديد ولاية وزيرة ثقافة مصر كرئيس للمجمع العربي للموسيقى لمدة 4 سنوات حتى 2025 بإجماع الأعضاء.
وفيما يخص”حماية وصون التراث الثقافي المصري” يعد أهم محاور عمل الوزارة، لاسيما مع نجاح تسجيل الملف السابع على قوائم الصون العاجل للتراث الثقافي غير المادي باليونسكو، والمتمثل في تسجيل الاحتفالات المرتبطة برحلة “العائلة المقدسة”.
واعتمدت وزيرة الثقافة، التقرير الدوري لتطبيق اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي وحالته وجهود الدولة الطرف في الاتفاقية لحماية وصون التراث الثقافي غير المادي للإنسانية 2003، وتم تقديم ملف السمسمية (آلة موسيقية تراثية) أيضًا لتسجيله على قوائم التراث غير المادي لليونسكو ومن المقرر مناقشته في 2024.
وفي إطار دعم الجهود بمجال الصناعات الثقافية، تم تخريج ثلاث دفعات من مبادرة “صنايعية مصر”، التي تستهدف تأهيل جيل جديد من الحرفيين المدربين بشكل علمي على الحرف اليدوية والتراثية، وكذلك تخريج دفعات من مبادرة “بيت جميل” – والتي تُقام بالتعاون مع مدرسة “الأمير تشارلز” – وتخريج الدفعة الأولى من مدرسة “خضير البورسعيدي” لفنون الخط العربي والزخرفة ببيت السحيمي.
وقامت وزارة الثقافة -من خلال الجهاز القومي للتنسيق الحضاري- بإعداد الأرشيف القومي للمباني والمنشآت ذات الطابع المعماري المتميز، والتوثيق التاريخي للمباني التراثية ذات القيمة، إلى جانب التوثيق المعماري ثلاثي الإبعاد للمباني التراثية، بالإضافة إلى مشروعات إعادة إحياء القاهرة الخديوية، تطوير مبنى محطة مصر بالإسكندرية، وميدان الشهداء بالإسكندرية، والاستمرار في توثيق “ذاكرة المدينة” من خلال مشروعات “لافتات المباني التراثية”، بواقع 200 لوحة “عاش هنا”، و215 لوحة بمشروع “حكاية شارع”.
شهد عام 2022 “إعلان القاهرة عاصمة الثقافة في دول العالم الإسلامي”، ونظمت الوزارة برنامجًا ثقافيًا إبداعيًا متميزًا؛ احتفاءً بالحدث والذي انطلق في أبريل بحفل فني أقيم في مسرح سور القاهرة الشمالي، وخلاله أُقيم أكثر من 149 حدثًا فنيًا وثقافيًا منها، تنظيم “مسابقة تراثي للتصوير الفوتوغرافي بالقاهرة ومدن العالم الإسلامي”، وبالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، بجانب العديد من الندوات الفكرية والإبداعية.
كما ضمن توجيهات الرئيس السيسي، بتنفيذ “المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية”، نفذت الهيئة العامة لقصور الثقافة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، مجموعة من الفعاليات والأنشطة على ثلاث مراحل بالمحافظات بإجمالي 392 فعالية، استفاد منها 127 ألفًا و530 مستفيدًا، وتم تنفيذ برنامج ترسيخ قيم وممارسات المواطنة بقرى محافظة المنيا، في إطار الخطة الاستراتيجية لوزارة الثقافة لتمكين المرأة في الصعيد، وإعادة إحياء الحرف التراثية والتقليدية.
وحرصت وزارة الثقافة على العمل للوصول للمناطق التي حرمت لسنوات من الحصول على المنتج الثقافي والسينمائي، لذا أطلقت مشروع “سينما الشعب”، وأبرمت بروتوكول تعاون بين الهيئة العامة لقصور الثقافة والشركة المتحدة للإنتاج السينمائي والفني، والتي شملت 16 موقعًا بمختلف المحافظات لعرض أفلام تجارية بأسعار رمزية، بجانب الأفلام التسجيلية التي تنتجها وزارة الثقافة.
كما أطلقت الوزارة – للمرة الأولى – “قافلة السعادة” في عام 2022، من خلال قطاع صندوق التنمية الثقافية، تحت إشراف الموسيقار هاني شنودة، من أجل الوصول بالفن والثقافة إلى الفئات المهمشة ثقافيًا، من نزلاء دور الرعاية المُنتشرة في مصر من كبار السن والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وإقامة برنامج فني وترفيهي لهم، يتضمن فقرات موسيقية وورش فنية تُناسب كل فئة من الفئات المستهدفة.
وفي مؤتمر قمة المناخ 27 – الذي عقد بمدينة شرم الشيخ – شاركت وزارة الثقافة ببرنامج إبداعي لإظهار وجه مصر الحضاري ودور القوة الناعمة المصرية، تمثلت في إقامة جناح خاص بالوزارة، ضم منتجات لمركز الحرف التقليدية بالفسطاط، التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية، وعددًا من المنتجات التراثية للمحافظات المصرية؛ وهو ما لاقى إقبالًا كبيرًا من ضيوف القمة.
وشاركت الهيئة العامة لقصور الثقافة، بفعاليات فنية، تمثلت في عروض للفنون الشعبية يوميًا، قدمت خلالها 8 فرق تابعة للهيئة تراث عدد من المحافظات المصرية وهي: الحرية بالإسكندرية، الشرقية، أسوان، بورسعيد، العريش، الإسماعيلية، سوهاج، فرقة التنورة للفنون التراثية، وشهدت الفعاليات تفاعلًا كبيرًا من السائحين وضيوف المؤتمر.
وأهدت الهيئة 11 تمثالًا من نتاج “سمبوزيوم الحديد” بمحافظتي مطروح وبورسعيد، لتزيين الحديقة المركزية بحي النور بمدينة شرم الشيخ، وعددًا من التماثيل من نتاج “الملتقى الأول لحديد الخردة”، الذي عُقد بمدينة مرسى مطروح، وإقامة معرض للحرف التراثية بخيمة المعروضات بخليج نعمة، تضمن منتجات الورش الفنية بمجالات الديكوباج، الحلي، النحت على الصدف، وذلك ضمن مبادرة “حياة كريمة”، وملتقيات شباب “أهل مصر” من أبناء المناطق الحدودية.
وخلال جائحة كورونا نجحت وزارة الثقافة في تنظيم الدورة الـ52 من معرض القاهرة الدولي للكتاب والتي كانت دورة استثنائية وأطلقت – لأول مرة – المنصة الرقمية للمعرض لمساعدة رواده على الدخول على الموقع الإلكتروني الخاص بالمعرض والقيام بزيارة افتراضية من خلال تقنية المشاهدة ثلاثية الأبعاد والتجول في أروقة المعرض ومشاهدة كافة الأجنحة ودور النشر والإطلاع على الكتب وشرائها أون لاين، وكذلك تنظيم الفعاليات الثقافية على مدار اليوم عبر المنصة الرقمية، وذلك في إطار إستراتيجية الدولة المصرية للتحول الرقمي، وأصبحت إضافة ثرية لمنظومة العمل في هذا الحدث الدولي الضخم، ونقلة نوعية في الخدمات الثقافية التي تقدم للجمهور.
أطلقت وزارة الثقافة العديد من المبادرات منها مبادرة “صنايعية مصر” في يوليو 2019 بهدف تدريب الشباب على الحرف التراثية بالمجان، ومبادرة “خليك في البيت، الثقافة بين إيديك” في يوليو 2018 بهدف بث ما تملكه الوزارة وقطاعاتها المتعددة من كنوز إبداعية وفكرية وفنية أون لاين عبر قناة الوزارة على اليوتيوب خلال جائحة كورونا، ومبادرة “مسرح المواجهة والتجوال” في 2018 بهدف تحقيق العدالة الثقافية بين أبناء الوطن ومواصلة خطوات استعادة دور المسرح التنويري في المحافظات لبناء الإنسان وتطوير المجتمع، ومبادرة “تراثك أمانة” تم إطلاقها في يناير 2018 بهدف حفظ الوثائق والمخطوطات النادرة بشكل علمي أكاديمي وضمها إلى الكنوز القومية التراثية.
وكذلك مبادرة “أعرف جيشك” التي تم إطلاقها في مارس 2018؛ بهدف تقديم أعمال توضح التضحيات التي يقدمها أبناء القوات المسلحة للحفاظ على أمن واستقرار الوطن، ومبادرة الورش المسرحية “ابدأ حلمك” بهدف دعم واكتشاف المواهب الفنية التمثيلية الشابة الجديدة، ومبادرة “ذاكرة المدينة” في يوليو 2020 بهدف توثيق الهوية المعمارية للمناطق التراثية في مصر، ومبادرة “المؤلف المصري” في أغسطس 2020 بهدف إنتاج عروض مسرحية مصرية خالصة لدعم وإثراء المسرح، ومبادرة “الصوت الذهبي” في أغسطس 2020 بهدف اكتشاف وصقل المواهب الواعدة في مختلف مجالات الإبداع، ومبادرة “اضحك – فكر – أعرف” المسرحية في أبريل 2020 بهدف تقديم أعمال عالمية بالأسلوب الإبداعي المصري، ومبادرة “سلسلة علاقات ثقافية” التي تم تنظيمها بالتعاون بين كل من قطاع العلاقات الثقافية الخارجية والمجلس الأعلى للثقافة ضمن خطوات توطيد الأواصر بين مصر ومختلف الدول.
المصدر: أ ش أ