سيطرت القوات السورية بشكل كامل اليوم الخميس على مدينة حمص التي كانت تعج يوما بحشود المطالبين بالديمقراطية لكنها أصبحت الآن تجسد وحشية الحرب الأهلية في سوريا.
وبعد أن سيطروا على الحي القديم في حمص نحو عامين قال نشطاء إن قرابة 1200 شخص من مقاتلي المعارضة استقلوا حافلات نقلتهم إلى خارج “عاصمة الثورة” في قوافل على مدى يومي الأربعاء والخميس.
وتم نقل المسلحين إلى منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة خارج المدينة بموجب اتفاق أبرم بين المقاتلين والقوات الموالية للرئيس بشار الأسد.
وقال طلال البرازي محافظ حمص إن 80 في المئة من المقاتلين غادروا المدينة وإنه سيتم إجلاء الباقين يوم الخميس ليعلن وسط حمص منطقة آمنة وتبدأ عمليات إعادة البناء.
وساد الهدوء المدينة يوم الخميس ولم يسمع دوي إطلاق نار أو انفجارات. وفي مدخل الحي القديم بدت أطلال الكثير من المباني التي دمرها القتال الذي دخل عامه الرابع.
ويأتي إجلاء مقاتلي المعارضة بعد شهور من المكاسب التي حققها الجيش بدعم من حزب الله اللبناني على طول ممر استراتيجي يربط العاصمة دمشق بحمص والمنطقة المطلة على البحر المتوسط التي يسكنها العلويون الشيعة الذين ينتمي لهم الأسد.
وتسيطر قوات الأسد الآن على معظم العاصمة والطريق السريع الرئيسي بين دمشق وحمص والساحل الغربي المطل على البحر المتوسط بينما يسيطر مقاتلو المعارضة على معظم المنطقة الصحراوية في الشمال والشرق. ويتنازع الطرفان السيطرة على حلب ثاني كبرى المدن السورية.
وفي إطار الاتفاق الذي أبرم بين المقاتلين وقوات الأسد أفرج عن عشرات الأسرى الذين كان المقاتلون يحتجزونهم في محافظتي حلب واللاذقية الشماليتين.
وقال البرازي لوسائل إعلام رسمية إنه جرى الإفراج عن 70 شخصا خطفهم المقاتلون بينهم خمسة أطفال و17 امرأة. وأعلن التلفزيون الرسمي الإفراج عن مزيد من الأشخاص في وقت لاحق اليوم من محافظة اللاذقية.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز الأسد في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثالث من يونيو والتي يقول معارضو الأسد انها مسرحية هزلية.
ويقول المعارضون إنه من غير الممكن إجراء انتخابات نزيهة في بلد تمزقه الحرب الأهلية ويقع الكثير من أراضيه خارج سيطرة الحكومة وتشرد ستة ملايين من سكانه بينما فر 2.5 مليون شخص آخرين إلى خارج البلاد.
وقتل أكثر من 150 ألف شخص بسبب الصراع الذي يتسبب في مقتل أكثر من 200 شخص يوميا.
المصدر: رويترز