71 عاما.. ومازالت أرض فلسطين هي البوصلة مهما ابتعد الشتات عن الوطن، رغم المحاولات والجهود المبذولة للعودة إلى المربع الأول ورغم وقع ما تردد بشأن صفقة القرن التى تطل برأسها، ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المحتلة وما حمله ذلك من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما تظل هي البوصلة رغم محاربة قضية اللاجئين بتقليص الدعم المالي المقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، والاستيطان الإسرائيلى ورفض إسرائيل تطبيق حل الدولتين وعودة اللاجئين .
ويحيي الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات غدا الأربعاء الذكرى الحادية والسبعين لنكبة فلسطين الأليمة، وذلك للإبقاء على ذكرى تهجير نحو 760 ألف فلسطيني هجروا من أراضيهم مع قيام دولة إسرائيل عام 1948 حية فى الوجدان عبر الأجيال الفلسطينية، لضمان انتقال التمسك بحق العودة من جيل إلى جيل، ولتكون تلك الذكرى تذكيرا عابرا للأجيال بحقيقة أن الشعب الفلسطيني تعرض لواحدة من أسوأ عمليات التطهير العرقي والتشريد في التاريخ المعاصر .
وتحيى المنظمات والجمعيات الفلسطينية هذه الذكرى، فى كل عام بفعاليات ونشاطات، وتعقد الفعاليات والمهرجانات في العديد من الدول العربية والمناصرة للحق الفلسطينى، مؤكدة استمرار النضال العربى الفلسطيني لنصرة القضية، مسيرات سلمية تؤكد على حق العودة، وفى ذات الوقت تسجل أعتراضها الشديد على الممارسات الأمريكية والإسرائيلية فى حق الشعب الفلسطينى، وفضح المخططات العسكرية الإسرائيلية، التي تستند إلى تشديد أوامر إطلاق النار صوب المتظاهرين السلميين .
ويعتزم الفلسطينيون كما فى كل عام تحويل فعالياتهم الشعبية إلى ثورة جديدة، مركزها قطاع غزة تربك بها المنظومة الأمنية والعسكرية والسياسية في إسرائيل، وستشهدها ساحات الحدود الفاصلة، حيث يخطط القائمون على فعاليات مسيرة العودة الكبرى جعل هذه الأيام أيام غضب شعبي منقطع النظير، يشمل خطوات عملية لتطبيق حق العودة من خلال اجتياز الحدود الفاصلة، بحشود شعبية مليونية يتم تجييشها بحملات إعلامية واسعة .
71 عاما..وفلسطينيو الشتات بعيدون عن أراضى فلسطين، وعلى الرغم من اقتلاع اليهود للزرع والغرس وأشجار الزيتون، إلا إنهم فشلوا فى اقتلاع تمسك أجيال الشتات بحق العودة، أو اقتلاع الحنين لأرض الوطن الذى مازال يحيا من نفوسهم ما بقى حب فلسطين وذكريات بياراتها باقية فى ذاكرة الأجداد والأبناء والأحفاد وقلوبهم .
وتشتد الأزمات في فلسطين، في ظل جهود أمريكية إسرائيلية لإبقاء الشعب الفلسطيني مقسما، وإظهاره على أنه جماعات متفرقة في الضفة وغزة والقدس المحتلة والداخل والشتات، وبالتالي لا يحق لهم إسقاط الاحتلال وإقامة دولتهم، تعزيزا لسيناريو نكبة جديدة يجرى حاليا التخطيط لتنفيذها تحت مسمى “صفقة القرن”، وصفقة القرن هى اقتراح يهدف إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وهى فى ظاهرها خطة سلام للشرق الأوسط أعدها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب بعد 18 شهرا من التخطيط، فيما تنحاز الصفقة المقرر الإعلان عنها فى شهر يونيو المقبل فى باطنها لصالح إسرائيل، حيث يمكن تلخيصها في حل القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية بدون جيش في الضفة الغربية وقطاع غزة.
يأتى احتفال إسرائيل بعيد الاستقلال بعد يوم واحد من إحياء الفلسطينيين “ذكرى النكبة”، حيث أعلنت إسرائيل استقلالها يوم 14 مايو 1948، إلا أن اعتماد اليهود على التقويم العبري ولد اختلافا بين التقويمين الميلادي والعبري فى هذا اليوم، وجعل يوم إحياء ذكرى النكبة، ويوم عيد الاستقلال يتزامنان فقط كل 19 عاما .
ويسعى الفلسطينيون خاصة في قطاع غزة الذين يعيشون واقعا مأساويا بفعل الحصار الإسرائيلي، إلى تفعيل حالة الصراع مع الاحتلال، بشكل لا يتماشى مع القرارات الدولية، التي ضمنت حق العودة والمقاومة الشعبية، في مسعى لإزالة سنوات الألم الماضية التي عايشوا فيها مرارة الهجرة، خاصة مع الأوضاع السيئة التي تمر بهم هذه الأوقات، والتي أدت إلى رفع نسب الفقر والبطالة، مما يعطيهم إصرارا على الاستمرار، كونهم لن يخسروا في هذه المواجهات الشعبية، أكثر مما خسروه منذ أن فرض الحصار عليهم من قبل إسرائيل.
المصدر: وكالة انباء الشرق الأوسط (أ ش أ)