يتطلع صناع السينما في مصر إلى موسم عيد الفطر المبارك، حين يشتد السباق بين دور العرض، لتعويض جزء من خسائرها خلال أعوام من الاضطرابات شهدتها البلاد.
وتتنافس 6 أفلام على تحقيق أعلى الإيرادات خلال العيد، معتمدة على عناصر “الحركة (الأكشن)” و”الكوميديا” و”الرومانسية”، وهي “نوم التلات” و”حياتي مبهدلة” و”حارة مزنوقة” و”ولاد رزق” و”شد أجزاء” و”سكر مر”.
ويقول الناقد السينمائي، طارق الشناوي، إن إعلانات، وحتى أفيشات أفلام العيد، تسعى لاستقطاب الجمهور بأي وسيلة، “لكن هذه المحاولة أثبتت أنها لا تستطيع ضمان إقبال المشاهدين إلا لحفلة واحدة، أو على الأكثر ليوم واحد”.
وأضاف الشناوي انه “يتبع الجمهور المصري المثل الشعبي اسأل مجرب ولا تسأل طبيب، يعني ينتظر خارج دور العرض ويسأل هل أشاهد هذا الفيلم أم ذاك؟”.
ولفت إلى أن موسم العيد جعل الصراع بين دعايات الأفلام ودور العرض على أشده، مضيفا أن “الأوقات المحدودة، مثل المواسم والأعياد، تمثل بالنسبة لدور العرض فرصة لتحقيق الملايين”.
وتابع: “في مصر فقط ستجد حفلات سينما حتى الرابعة فجرا، ودور عرض تعرض الأفلام بشكل متواصل، دون حتى إذاعة إعلانات أو فواصل”.
وتوقع زيادة الإقبال على دور العرض السينمائي رغم الانفجارات التي شهدتها مصر مؤخرا.
ويُعرض خلال العيد فيلم “حياتي مبهدلة” للفنان محمد سعد، الذي يظهر خلاله تقريبا بنفس الشخصية التي قدمها في فيلم “تتح”، وهو ما علق عليه الناقد السينمائي بقوله “محمد سعد واضح مع نفسه”، فهو لن يمثل خارج طريقته الشهيرة التي قدمها لشخصيات مثل “أطاطا” و”اللمبي” و”تتح”، مستغلا رغبة شريحة عريضة أن تراه في مثل هذه الشخصيات.
ويدخل الممثل أحمد عز السباق بفيلم “ولاد رزق” الذي تدور أحداثه حول 4 أشقاء، يستغلون حالة الاضطراب الأمني عقب ثورة يناير، ويكونون تشكيلا عصابيا.
وأشار إلى حرص الفنانين عموما على صورتهم الإيجابية، مضيفا أن “الصورة الذهنية للممثل تلعب بالتأكيد دورا في الإقبال على أعماله”.
إلا أن الشناوي عاد ليقول: “سيتغلب الجمهور على الصورة الذهنية السيئة للممثل إن كان العمل الفني قويا، أو العكس”، مستشهدا بالفشل الذريع الذي حققه فيلم “الفيل في المنديل”، بسبب “رداءة العمل” على حد وصفه، وليس إلى دعوة كثيرين من أنصار ثورة 25 يناير إلى مقاطعة أعمال طلعت زكريا (بطل الفيلم)، “الذي لا يعترف بثورة يناير، ويتخذ موقفا سلبيا منها”.
وفي إطار أفلام الحركة (الأكشن) قدم محمد رمضان فيلمه الجديد “شد أجزاء”، الذي يؤدي خلاله دور ضابط شرطه، تتعرض زوجته للقتل بواسطة إحدى العصابات، مما يدفعه للانتقام.
ولا يعتقد الشناوي أن دور رمضان جديد عليه، ويقول: “في كل الأحوال يقدم محمد رمضان الأكشن سواء كان يمثل شخصية حرامي أو ضابط شرطة، فرمضان يعتمد على صناعة
(العسكر والحرامية) التي تكتظ بالمطاردات والمشاغبات، وهو ما يراهن عليه الممثل الشاب”.