ققالت صحيفة الخليج الاماراتية في افتتاحيتها إن خلاصة مشاورات السويد كلمة شرف تعهدها المنقلب على وطنه وشعبه، والمتمرد على القانون والشرعية، فهل يلتزم «الحوثي» كلمته؟ هل ينفذ ما تم الاتفاق عليه، نحو يمن من الأمن والاستقرار والسلام؟ هل يصدق الحوثي هذه المرحلة نحو الانتقال إلى إطار سياسي كان قد نقضه قبل سنوات، يوم قلب طاولة الحوار واتبع حلمه أو وهمه؟ التجربة تجيب عن كل هذه الأسئلة بالنفي القاطع، فيما الوضع الجديد على الأرض ينبئ بقدر كاف من الثقة والطمأنينة.
عصابة الحوثي اليوم ليست على حالتها السابقة، بعد أن انكشف المستور، وفضح العالم علاقتها المريبة مع إيران، فالجماعة ليست إلا الذراع المأجورة لطهران في المنطقة، لكنها اليوم الذراع الضعيفة والأضعف من أي وقت، فلا سبيل إلا الخضوع لإرادة التحالف العربي، وهي، على كل حال، جزء من الإرادة الدولية، فقد عرف العالم كله الحق، كون هذا «الحوثي» المغتصب الظالم إنما ينفذ فكرة إيران الضيقة، بما هو تلميذ نجيب للولي الفقيه الذي لا يفقه إلا آلة العنف والدمار والإرهاب.
الآن، وقد وصل «الحوثي» إلى هذه المحطة واقترب من نهايته ومصيره، تتهيأ فرصة ثمينة لضغط أممي ودولي على ميليشياته الإرهابية، ومن يقف وراءها من رأس الأفعى إيران إلى ذيلها قطر، ومعلوم أن «الحوثي» لا يمثل نفسه بقدر ما يمثل محور الشر ذاك، ويحارب عنها بالوكالة.
حارب «الحوثي» بفكر إيران، وبسلاح إيران، وأطلق الصواريخ الإيرانية على الآمنين في السعودية، حيث وجهها إلى المناطق الحدودية، ولم يتورع عن توجيهها إلى الرياض، بل تجرأ، في لحظة خارج العقل، ووجه سلاح إيران المسموم إلى الأراضي المقدسة.
ليست حرب السعودية والإمارات على «الحوثي» في اليمن، بل هي حرب الضمير الجمعي الصاحي على من يفتقر للضمير والأخلاق، ويتخلى عن المبادئ والقيم، ويخون وطنه لأن له بيعة غدر وخيانة خارج الوطن.
الضغط الأممي مطلوب بهذا الإلحاح، لأن «الحوثي»، وبرعاية إيرانية، انقلب، في الأصل، على الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولم ينفذ قرار مجلس الأمن الرقم 2016، الصادر في 14 إبريل 2015، فهو خطر على اليمن ومقدراته، ومن رعاية للتنظيمات الإرهابية الحليفة، ومن تهديد ممنهج لأمن منطقتنا واستقرارها.
على «الحوثي» أن يعلم أن تراجعه عن تفاهمات السويد، أو تسببه في تعثرها مهما كانت المبررات، سيعيده إلى مربع المواجهة العسكرية وفق مسارها وما خطط لها، فالتحالف العربي بقيادة السعودية، وبالمشاركة الفاعلة والمؤثرة من الإمارات على أهبة الاستعداد التام لمواصلة مشوار حرب اليمن، التي هي حرب سلام لأن الانتصار فيها هو انتصار للسلام، وانتصار على الكيد الإيراني الظاهر والمستتر، والكيد التركي الظاهر والمستتر، وبينهما استمرار قطر في خيانة تتضح أكثر وأبعد، بعد حضورها الخجول قمة الرياض، وبعد بكائها أو تباكيها وهي تنتقد بيان القمة المعبر عن انتماء قيادات وشعوب المنطقة إلى حلم الآباء المؤسسين وإلى المستقبل، قطر التي تحولت، خصوصاً في موقفها من المملكة العربية السعودية، من دولة إلى أداة.