أبدى مسؤول بارز في المعارضة السورية الداخلية عدم تفاؤله حيال جولة فيينا القادمة للمفاوضات حول سوريا، في حين لا تزال معارضة الخارج تشكك في مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي.
وأشار المتحدث باسم “هيئة التنسيق الوطنية حركة التغيير الديمقراطي” منذر خدام في حديث لصحيفة الوطن السورية إلى أن مسار جنيف، الذي يأتي اجتماع فيينا في إطاره، “متعثر ولن يفضي إلى أي نتيجة خصوصا بعد تغير الوضع الميداني وتغير كثير من المواقف الدولية”.
وأضاف: “لذلك تحاول روسيا أن تقول من خلال سوتشي إن السوريون يريدون الحل وهذا هو الحل نقدمه لهم، أما لقاء فيينا فحسب بعض المعلومات الهدف منه هو نوع من التشاور حول مبادرة أمريكية أوروبية”.
وكشفت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية نقلا عن مصدر أممي، أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون كان بصدد تقديم ” لا ورقة” لنظرائه الفرنسي والبريطاني والسعودي والأردني خلال اجتماع لهم في باريس أمس الاثنين، تتضمن تعديلات على مواد في الدستور السوري الحالي، ومشروعا لتنظيم انتخابات بإشراف الأمم المتحدة.
ووافق كل من الحكومة السورية والمعارضة على المشاركة في اجتماع فيينا المقرر الخميس ليستغرق يومين، والذي سيتبعه مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي الروسية في 29 و30 من الشهر الحالي.
واعتبر خدام أن الوثيقة الأمريكية “ليست موجهة ضد مؤتمر سوتشي، “بل تستهدف تحريك مسار جنيف”.
هيئة التفاوض تتردد
ولا تزال هيئة التفاوض العليا مترددة على ما يبدو في تحديد موقفها من مؤتمر سوتشي، حتى بعد لقاء قياداتها مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل يومين في موسكو.
وخلال اجتماع مع عدد من السفراء والدبلوماسيين العرب المعتمدين في موسكو أمس، أكد رئيس الهيئة نصر الحريري أن المعارضة ترى الأولوية في ضرورة “تطبيق القرارات الدولية بشأن سوريا” وحث المجتمع الدولي على الضغط على دمشق للوصول إلى هذا الهدف.
وخص الحريري روسيا في هذا السياق، معتبرا أن “الجولة القادمة في فيينا هي امتحان لها من خلال استخدام نفوذها على النظام لجعله جادا في التعاطي مع مسار العملية السياسية وتطبيق القرارات الدولية”.
وأشار الحريري إلى أنهم لم يتخذوا قرارا بعد بشأن المشاركة في مؤتمر سوتشي، وأضاف أنهم يحتاجون لبعض الوقت لاتخاذ قرار مناسب، إذ لا تتوفر لديهم حتى اللحظة معلومات كافية حول المؤتمر.
من جانبه، اعتبر خدام أن موسكو ستحاول إقناع وفد الهيئة بالمشاركة في سوتشي “مع ضمان أن مخرجات سوتشي سوف يتم إظهارها في جنيف”.
وفيما يتعلق بالتداعيات المحتملة للعملية العسكرية التركية في عفرين على مؤتمر سوتشي، قال خدام: “علمت أن الكرد سوف يقاطعون سوتشي ردا على ما يحسبونه تواطؤا روسيا مع تركيا، لكن في مقابل ذلك فإن جماعة تركيا في المعارضة السورية سوف يحضرون”.
وتوقع خدام أن يركز مؤتمر سوتشي على القضايا ذاتها التي يتم بحثها في جنيف أي “الدستور، والانتخابات وحكومة المرحلة الانتقالية وقد يشكل لها لجان للبحث فيها”.
المصدر : وكالات