أعلن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أن “مسبار الأمل” قد أنهى بنجاح ثالث المراحل الست من رحلته التاريخية لاستكشاف الكوكب الأحمر، وهي “الملاحة في الفضاء” التي تعد أطول مراحل المهمة الفضائية الأولى التي تقودها دولة عربية لاستكشاف الكواكب، واستغرقت هذه المرحلة نحو 7 أشهر.
وأوضح المشروع، في بيان اليوم الجمعة، أن مرحلة “الملاحة في الفضاء” كانت قد بدأت عقب انتهاء مرحلتي الإطلاق والعمليات المبكرة، وبلغ متوسط سرعة المسبار خلالها نحو 121 ألف كليومتر في الساعة، وشهدت ثلاث مناورات رئيسية لتوجيه المسار حتى يكون المسبار في المسار الصحيح صوب مدار المريخ.
وأضاف أنه بعد إنهائه مرحلة الملاحة في الفضاء بنجاح، يبدأ مسبار الأمل في مرحلة الدخول إلى المريخ، وهي أصعب مراحل المهمة الفضائية وأكثرها خطورة، وتستغرق 27 دقيقة قبل وصول المسبار بنجاح إلى مداره المحدد حول الكوكب الأحمر، ويواجه المسبار في هذه المرحلة 5 سيناريوهات رئيسية ثلاثة منها تكلل المهمة بالنجاح، والرابع يعد نجاحًا جزئيًا للمهمة بوصولها إلى هذه المرحلة المتقدمة، والخامس قد يعني فقدان المسبار في الفضاء أو تحطمه.
من جانبه، أكد المهندس عمران شرف مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل” أن مشاريع استكشاف الكواكب دائمًا ما تكون محفوفة بالتحديات والمخاطر، وخصوصًا مهام استكشاف المريخ حيث أن تحديات إرسال قمر اصطناعي إلى الكوكب الأحمر تعادل 5 أضعاف القيام بالمهمة نفسها حول كوكب الأرض.
وقال شرف، بحسب البيان، إن فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ كان قد درس كل التحديات المحتملة -الرئيسي منها والفرعي- التي يمكن أن يواجهها مسبار الأمل في رحلته لاستكشاف المريخ، وجرى أخذ جميع هذه الاحتمالات في الحسبان عند تصميم وبناء وبرمجة المسبار لمساعدته على تخطي التحديات التي قد يواجهها، ولكن هذا لا يمنع إمكانية تعرض المسبار لأية ظروف طارئة قد تؤثر على الجدول الزمني للرحلة أو على فرص نجاحها، وخصوصًا في مرحلة الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ، والتي تعد أصعب مرحلة في رحلة المسبار.
وأضاف أن صعوبة مرحلة الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ تعود إلى أن المسبار عليه أن يخفض سرعته البالغة 121 ألف كيلومتر في الساعة إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة خلال 27 دقيقة فقط، والتحدي الأكبر في هذه الدقائق هو انعدام تحكم مركز الخوانيج في دبي بالمسبار خلال هذه المدة الحرجة والتي تسمى “الدقائق الـ27 العمياء”، حيث أن المسبار يعالج كافة التحديات التي يواجهها في هذه الفترة بنفسه، وفي حال تعطل أكثر من اثنين من محركات الدفع العكسية، سيتسبب ذلك في أن يتيه المسبار في الفضاء العميق ولا يمكن استرجاعه.
وتابع شرف أنه في حال استطاع مسبار الأمل دخول مدار المريخ بنجاح، ستكون دولة الإمارات الخامسة في تاريخ البشرية التي تصل إلى الكوكب الأحمر، وهذا يؤكد حجم الإنجاز الذي يتحقق، وخصوصاً أن نسبة نجاح الوصول إلى المدار تاريخياً لا تتعدى 50%.
وحدد المهندس عمران شرف قائد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل” 4 سيناريوهات رئيسية لعملية دخول مسبار الأمل إلى مدار الالتقاط حول المريخ، بالإضافة إلى العديد من الاحتمالات الفرعية المندرجة ضمن كل سيناريو رئيسي، مشيرًا إلى أن 3 من هذه السيناريوهات ستكلل مهمة المسبار بالنجاح التام في هذه المرحلة.
وقال إن السيناريو الأول الذي عمل فريق المشروع على الاستعداد له طوال السنوات الماضية من عمر المشروع هو دخول المسبار بنجاح إلى مدار الالتقاط عبر قيامه ذاتياً بتخفيض سرعته من 121 ألف كيلومتر إلى 18 ألف كيلو متر خلال الدقائق الـ27 العمياء والتي يكون خلالها تأخر في الاتصال بحوالي 11 دقيقة مع مركز التحكم الأرضي في دبي، وذلك من خلال أن تعمل بكفاءة أجهزة الدفع العكسي التي برمجها فريق العمل سلفاً للقيام بهذه المهمة بشكل ذاتي ومن دون تدخل بشري، وحينها سيدخل المسبار بشكل آمن، وفي الموعد المحدد وفقاً للجدول الزمني، إلى مدار المريخ، وتكون هذه المرحلة قد كللت بالنجاح.
وأضاف أن السيناريو الثاني هو فقدان واحد أو اثنين من محركات الدفع العكسي ما سيترتب عليه زيادة المدة الزمنية اللازمة للوصول إلى المسبار، وبالتالي حدوث تأخر طفيف في التأكد من إنجاز هذه المرحلة بنجاح.
وأوضح أن السيناريو الثالث والرابع الذي لا نتمنى حدوث أي منهما هو تعطل أكثر من اثنين من محركات الدفع العكسي الستة للمسبار وفشل عملية الدخول إلى مدار الالتقاط ما يمكن أن يترتب عليه تحطم المسبار بعد اصطدامه بالمريخ أو أن يتجاوز الكوكب الأحمر ويتيه في الفضاء ولا يمكن استعادته، أما الاحتمال الرابع والأخير فهو وصول المسبار بنجاح إلى مدار الالتقاط حول المريخ مع فقدان الاتصال الدائم به، موضحاً أن ذلك سيعد نجاحاً جزئياً لمهمة “مسبار الأمل” بوصولها إلى هذه المرحلة المتقدمة.
وأكد شرف أنه رغم احتمالية حدوث أي من السيناريوهات السابقة أو غيرها إلا أن فريق المشروع كان قد عمل على وضع خطط بديلة في مراحل تطوير وبرمجة المسبار لجميع هذه السيناريوهات، ولذا نحن على ثقة أن جهود الفريق الدؤوبة طوال السنوات الماضية سوف تتكلل بالنجاح بإذن الله.
المصدر : أ ش أ