أشارت الأبحاث الحديثة إلى أن الأسبرين قد يكون له دور فى الوقاية من سرطان القولون والمستقيم، حيث وجدت الدراسة أن مرضى سرطان القولون والمستقيم الذين تناولوا الأسبرين كان لديهم انتشار أقل للمرض إلى الغدد الليمفاوية مقارنة بأولئك الذين لم يتناولون الدواء، كما أن الأسبرين يعزز جهاز المناعة فى الجسم، ويساعد فى تعقب الخلايا السرطانية.
وتوضح الدراسة أن الأسبرين يمكن أن يكون أكثر من مجرد مسكن للألم أو وقائى من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، حيث إن استخدامه بانتظام قد يقلل أيضًا من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان أو الوفاة بسببها.
من جانبها، أوصت فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية في الولايات المتحدة (USPSTF)، بأنه يمكن استخدام الأسبرين لبعض الأفراد للمساعدة فى تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان القولون والمستقيم، واستندت هذه التوصية إلى العديد من الدراسات التى تشير إلى قدرة الأسبرين على الوقاية من السرطان.
وأكدت إحدى هذه الدراسات التى نشرت فى مجلة Nature Review Cancer، والتى أجراها مجموعة من الأطباء بكلية الطب بجامعة هارفارد، على أهمية هذه التوصية، ووصفوها بأنها “خطوة أولى حاسمة” نحو الاستفادة من إمكانيات الأسبرين للوقاية من السرطان على نطاق أوسع.
وأشارت الدراسة إلى أن تناول جرعة منخفضة من الأسبرين (81 ملليجرام) يوميًا قد يحمى من العديد من أنواع السرطان مثل القولون والمستقيم وبنسبة 50%.
فيما تشير الأبحاث التى أجرتها مجلة علم الأورام السريرية إلى أن مرضى سرطان الثدى الذين تناولوا الأسبرين يوميًا لمدة من 3-5 سنوات كانوا أقل عرضة بنسبة 60٪ لتكرار المرض وأقل عرضة للوفاة بسببه بنسبة 71٪.
قد يبطئ الأسبرين أيضًا انتشار سرطان الرئة بنسبة 20 إلى 30% ويقلل الوفيات بسرطان المعدة بنسبة 31% إذا تم تناوله يوميًا لأكثر من عشر سنوات.
يعمل الأسبرين على تقليل الالتهابات المزمنة، والتى لها دور كبير فى تطور وانتشار الخلايا السرطانية، فى حين أن الالتهاب هو استجابة طبيعية للمرض أو الإصابة، حيث أن الالتهاب المزمن يمكن أن يخلق بيئة تعزز نمو السرطان، ويمنع إنتاج الإنزيمات التى تزيد الالتهاب فى الجسم، وبالتالى يقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان أو يبطئ انتشاره المرض.
وفى حين أن إمكانيات الأسبرين في الوقاية من أنواع مختلفة من السرطان واعدة، إلا أنه من المهم النظر في المخاطر المرتبطة باستخدامه على المدى الطويل، حيث يمكن أن يزيد الأسبرين من خطر النزيف الداخلي، خاصة بين كبار السن، أو أولئك الذين لديهم تاريخ مرضى من قرحة المعدة، أو أولئك الذين يتناولون أدوية مضادة للتخثر.
المصدر: وكالات