مرت 100 عام على ما يسمى “وعد بلفور” الذي غير لاحقا تاريخ المنطقة العربية بإقامة “دولة إسرائيل” وتشريد الملايين من الشعب الفلسطيني ونشوب صراع دام لا يزال مستمرا حتى اللحظة.
ووعد بلفور رسالة لا تزيد عدد كلماتها على 130، بعثها بفلور إلى اللورد البريطاني اليهودي (ليونيل) والتر روتشيلد، ويقول فيها إن حكومة بلاده تؤيد منح اليهود وطنا في فلسطين، قبيل أن تخضع الأخيرة للاحتلال البريطاني، ولم يكن سكان فلسطين من اليهود حينها يزيدون على 5 في المئة.
وبات الوعد مترافقا مع عبارة: “أعطى من لا يملك لمن لا يستحق”، وبعد نحو 30 عاما أوفت بريطانيا بوعد بلفور عندما ساهمت في إقامة دولة إسرائيل وإنهاء الانتداب، في حين أن الفلسطينيين يتلقون وعودا عديدة بشأن إقامة دولة دون أن تلوح في الأفق أي بارقة أمل بالنسبة لهم.
وستظل ذكرى وعد بلفور من أكثر الذكريات المشؤومة السيئة، ليس فحسب على الشعب الفلسطيني، وإنما على جميع أقطار الوطن العربي بأكمله، فبعيدا عن أنه زرع جسدًا غريبا بين العرب، والمتمثل في إسرائيل، كذلك تستمر أعمال القتل والتنكيل بل والاستنزاف في أجساد الأمة العربية بتأليبها على بعضها، لينال هذا الجسد الغريب ما يتمنى، وهو التوسع، الذي يساعده في ذلك ذاك المحتل البريطاني، الذي لا يزال مصرًا على كارثته التاريخية، وعدم الإعتراف بأنه أعطى من لا يملك لمن لا يستحق.
وعرف هذا الوعد بوعد بلفور، وهو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد، أكد فيها تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
وأرسلت تلك الرسالة قبل شهر من احتلال الجيش البريطاني فلسطين، وكان تعداد اليهود في فلسطين ائنذاك لا يزيد عن 5% من مجموع عدد السكان، هذا الأمر الذي فتح باب الهجرة إلى فلسطين، وكان احتلالا عمليا واغتصابًا حقيقيًا للأراضي الفلسسطينية العربية، بناء على هذا الوعد الذي عرف بأنه”وعد من لا يملك لمن لا يستحق”.
وإحياء لذكرى وعد بلفور اشعل أهالي وأطفال مدينة الخليل الفلسطينية، ١٠٠ شمعة رفضا لإحتفال بريطانيا بالذكري المئوية لوعد بلفور والتي دعت له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقد نظم تجمع شباب ضد الإستيطان فعالية انارة الشموع على جدار التمييز العرقي والفصل العنصري الذي يفصل حارتي “السلايمة” و”غيث” عن بقية أحياء مدينة الخليل، وتاتي الفعالية في إطار الفعاليات الوطنية التي اعلنتها منظمة التحرير في جميع المحافظات الفلسطينية ضد وعد بلفور.
وقال منسق تجمع شباب ضد الإستيطان أن الشعب الفلسطيني يعاني منذ ١٠٠ عام من الإضطهاد والتشريد،و يعاني من الإحتلال والعنصرية والتمييز العرقي.
ودعا الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، الحكومة البريطانية لاستغلال الذكرى الـ100 لوعد بلفور لتصحيح أخطاء الماضى، قائلا فى مقال له بصحيفة “الجارديان” البريطانية أن الـ12 مليون فلسطينى يعرفون جيدا من هو السير أرثر جيمس بلفور، وزير خارجية بريطانية فى أوائل القرن العشرين الذى تعهد بمنح أرض ليست ملكه للحركة الصهيونية لتحقيق هدفهم بإقامة دولة يهودية لهم ضاربا عرض الحائط بحقوق الشعب الذى كان يعيش على هذه الأرض.
وأضاف قائلا إن توقيع بلفور على خطاب يتعهد فيه بمنح الحركة الصهيونية الأرض فى 2 نوفمبر 1917 كان له أثر مدمر بالنسبة للفلسطينيين طوال القرن الماضى.
وأضاف عباس قائلا إن هذه السياسة البريطانية أدت لدعم الهجرة اليهودية إلى فلسطين مع إبطال الحق العربى الفلسطينى فى تقرير المصير، كما تسببت فى توترات شديدة بين المهاجرين اليهود الأوروبيين والسكان الفلسطينيين الأصليين، مشددا على أن الفلسطينيين الذين سعوا إلى الحصول على حقهم فى تقرير المصير، عانوا بدلا من ذلك من “الكارثة الكبرى”، وهى النكبة العربية.
المصدر:وكالات