احتضن «يوروميدان» أو «ميدان الاستقلال» الثورة البرتقالية في العاصمة الأوكرانية كييف في 2004، ثم احتضن بعد حوالي عشر سنوات المظاهرات الأخيرة للأوكرانيين التي اندلعت في نوفمبر الماضي؛ احتجاجًا على رفض الرئيس فيكتور يانوكوفيتش اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي.
تقول وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية، إن كلمة «يوروميدان» ظهرت لأول مرة بعد اندلاع موجة المظاهرات الأخيرة في أوكرانيا، واستخدمت في «هاشتاج» على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، موضحة أن جذورها لغويًا تعود للشرق والغرب معًا.
الكلمة مجهولة الهوية، فلا أحد يعلم الشخص الذي اخترعها، إلا أنها أصبحت شعبية للغاية لدرجة تبدو أنها ظهرت من اللاوعي الجماعي.
فالجزء الأول «يورو» يعني «أوروبا». أما الجزء الثاني «ميدان» فهي كلمة غريبة على الآذان الغربية، ومن أصل فارسي، يُعتقد أنها دخلت أوكرانيا من خلال العثمانيين، وتقابلها بالإنجليزية square وتعني الميدان أو المكان المفتوح.
ومع ذلك، فترجمتها كـ« Europesquare» ستكون دقيقة من الناحية الفنية، ولكنها فقيرة من الناحية العاطفية؛ لأن كلا العنصرين يعني أكثر من ذلك بكثير.
أوكرانيا جزء من أوروبا من الناحية الجغرافية، ولكن بالنسبة للمتظاهرين وأنصارهم، فكلمة «أوروبا» تعني ضمنًا الديمقراطية الحقيقية، والشرطة الجديرة بالثقة، والاحترام الكامل لحقوق الإنسان.
عندما ينطق أحدهم هذه الكلمة فإنه يقصد «ميدان الاستقلال»، وهي الساحة المركزية في العاصمة كييف، التي أعيد بناؤها بعد الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية. إن الأصداء الطبيعية المقبولة للميدان تكمن في كيفية حديث سكان كييف عنه: «دعنا نلتقي في الميدان».
ولكن، وكما هو الحال مع أوروبا، فالميدان فكرة أكثر من كونه مكان. كان الميدان النقطة المحورية للثورة البرتقالية، التي اندلعت عام 2004 ونجحت في إلغاء الانتخابات الرئاسية المزورة.
ومن هنا أصبحت كلمة Maidan رمزًا مزدوجًا، لكل من المقاومة السلمية والإجراءات المتشددة. هذه الرمزية قوية للدرجة التي أدت إلى استخدام الإعلام الأوكراني الكلمة للإشارة إلى جميع المظاهرات في Euromaidan، حتى إذا استخدموا الكلمة الأوكرانية «ploshcha» وتعني أيضًا الميدان.
المصدر: الوكالات