تولى وزير النقل التركي بنعلي يلدريم، المقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رسميا اليوم الأحد دفة قيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم وكذلك منصب رئاسة الوزراء خلفا لأحمد داود أوغلو الذي غادر المنصبين في مؤشر على خلافات كبيرة مع أردوغان.
ومن شأن هذه الخطوة أن تعزز سلطة الرئيس التركي على أجهزة الدولة. ويرى مراقبون أن يلدريم سيعبّد الطريق أمام أردوغان والمتمثل في مشروع التغيير الدستوري الذي يريده الرئيس لتحويل النظام السياسي التركي إلى نظام رئاسي لتكون السلطة المطلقة في يده.
ويلديريم البالغ من العمر (60 عاما) هو مهندس مشاريع البناء العملاقة التي أطلقها أردوغان، والمقرب من الرئيس في مشاريعه منذ كان الأخير رئيس بلدية اسطنبول عام 1994.
وبعد اختياره لشغل المنصب الجديد، من قبل الحزب، أكد يلديريم أنه ليس هناك أي خلاف بينه وبين الرئيس حول أي نقطة. وقال “سنعمل بانسجام تام مع كل الرفاق في الحزب على كل المستويات بدءا برئيسنا المؤسس والقائد (أردوغان)”.
في عام 2002 تولى يلديريم الذي ساهم في وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، حقيبة النقل بشكل شبه متواصل منذ ذلك الوقت ولم يبتعد قط عن خط أردوغان.
وقد أشرف مهندس الإنشاءات البحرية على مشاريع هائلة من آلاف الكيلومترات من الطرق السريعة، إلى ثالث مطار في إسطنبول، وجسر ثالث بين الضفتين الآسيوية والأوروبية لإسطنبول ونفق تحت البوسفور وقطار سريع.
ويعتبر يلدريم من أكثر الوزراء الذين شغلوا منصب وزارة النقل والملاحة البحرية في تركيا، حيث ظلّ متابعاً عمله بنجاح في هذا المنصب 11 عاماً، أنجز خلاله مشاريع استثمارية تقدر بنحو 255 مليار ليرة تركية، أي ما يعادل 85 مليار دولار أميركي.
الطريق إلى العدالة والتنمية
ولد بن علي يلدريم في قرية “قايي” التابعة لمنطقة رفاهية بولاية أرزينجان شمال شرقي البلاد، في 20 ديسمبر عام 1955، من أب يحمل اسم دورسون، وأم تحمل اسم باهار، ولديه 6 إخوة.
انتقل يلدريم إلى مدينة إسطنبول في طفولته، وأنهى المرحلة الإعدادية في مدرسة “بيري ريس”، عام 1970، فيما أتمّ المرحلة الثانوية في ثانوية “قاسم باشا” عام 1973، وتزوج من المدرّسة سميحة، عام 1975، ولديه 3 أولاد (بولنت، أرقم، بشرى)، وأدّى الخدمة العسكرية عامي 1980/ 1981.
وكان يلدريم يحلم بإكمال تحصيله العلمي في مجال الهندسة الميكانيكية، على خلاف عائلته التي كانت ترغب في أن يختصّ في علم الطب.
ولدى ذهابه إلى مقر شؤون الطلاب في كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة إسطنبول التقنية،، فوجئ يلدريم بأنّ عدد المقاعد اكتمل في الكلية، إّلا أنّ أحد المدرسين في الجامعة نصحه بالتسجيل في كلية العلوم البحرية وبناء السفن، وعمل بنصيحة المدرس.
وعقب تخرجه من الفرع، أكمل يلدريم دراساته العليا في المجال نفسه، وانتقل إلى السويد للتسجيل في جامعة الملاحة البحرية الدولية، التابعة للمنظمة الدولية للملاحة البحرية، وتلقّى فيها علوماً حول الحياة والأمن في البحار.
وبدأ يلدريم حياته العملية عام 1978، حيث شغل مناصب إدارية في المديرية العامة لصناعة السفن، وتعرّف خلال عمله في المديرية على الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
أُعجب أردوغان حينها بالمشاريع التي كان ينجزها يلدريم، وعندما اعتلى أردوغان منصب رئاسة بلدية إسطنبول، عيّنه مديراً لشركة الحافلات البحرية التابعة لبلديته.
استمر يلدريم في ذلك المنصب بين عامي 1994 و2000، ونفذ خلال تلك الفترة مشروعات هامة من أجل تحويل وجهة النقل العام في إسطنبول باتجاه البحر، وتمكن من جعل “شركة الحافلات البحرية بإسطنبول”، بين أكبر الشركات في مجالها على مستوى العالم.
وساهم يلدريم في تأسيس حزب العدالة والتنمية مع أردوغان، وأصبح بعد الانتخابات البرلمانية، التي أجريت في 3 نوفمبر 2002، نائبا في البرلمان عن إسطنبول، ووزيرا للمواصلات.
المصدر: وكالات