بدأ الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش إجازة مرضية يوم الخميس بعد جلسة حامية في البرلمان تاركا فراغا سياسيا في بلد مهدد بالإفلاس وسط احتجاجات مناهضة للحكومة تهدد بتقويض استقرار البلاد.
وتزايدت عزلة الرئيس (63 عاما) على ما يبدو في الوقت الذي تفاقمت فيه الأزمة السياسية بفعل التنافس بين الغرب وروسيا.
وقال رئيس سابق هذا الأسبوع إن العنف دفع أوكرانيا إلى شفا الحرب الأهلية.
ودافع يانوكوفيتش – بعد قليل من إعلان مكتبه أنه أصيب بارتفاع في درجة الحرارة وبمرض تنفسي حاد – عن سجله في معالجة الأزمة واتهم المعارضة التي تطالبه بالاستقالة بإذكاء الاضطرابات.
وقال الرئيس الأوكراني “أوفينا بالالتزامات التي قطعتها السلطات على نفسها” في إشارة إلى قانون أقر في ساعة متأخرة يوم الأربعاء يمنح عفوا مشروطا لنشطاء محتجزين.
وقال بيان رئاسي “ومع هذا لا تزال المعارضة تعمل على تصعيد الموقف بدعوة الناس للبقاء في (الميادين) في هذا الطقس البارد لخدمة طموحات سياسية لعدد قليل من الزعماء. اعتقد أن هذا خطأ” .
وتضمن عرض العفو عدم محاكمة المحتجين السلميين لكن بشرط أن يترك النشطاء المباني الحكومية التي يحتلونها وهو ما قوبل بالرفض.
وكان رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا ازاروف قد استقال يوم الثلاثاء مع تصاعد حدة الاحتجاجات في الشوارع وتولى سيرهي اربوزوف النائب الأول لازاروف منصب رئيس الوزراء المؤقت.
ولم يعين يانوكوفيتش خليفة لرئيس الوزراء المستقيل. ويتعرض لضغوط من موسكو كي لا يجنح بسياساته تجاه الغرب.
وقال الموقع الإلكتروني للرئاسة “الرئيس الأوكراني في إجازة مرضية رسميا لإصابته بمرض تنفسي حاد وارتفاع في درجة الحرارة” .
ولم يعط الإعلان مؤشرا على الموعد المحتمل لعودة الرئيس لممارسة مهامه أو متي سيكون قادرا على تعيين حكومة جديدة.
وتقول موسكو إنه لا بد من الانتهاء من تشكيل الحكومة قبل المضي قدما في صفقة مقررة لشراء سندات للحكومة الأوكرانية قيمتها ملياري دولار.
ويشتبه بعض زعماء المعارضة في أن يانوكوفيتش ربما يعطي لنفسه فرصة لالتقاط الأنفاس بعد أن أجبر على تقديم تنازلات للمعارضة في محاولة لتهدئة الاضطرابات في الشارع.
ورفض حليف ليانوكوفيتش كان آخر من رآه في البرلمان ليل الأربعاء هذا التفسير.
وهرع الرئيس إلى البرلمان لدفع مؤيديه للتصويت لصالح قانون العفو.
ولم تظهر الصور التي نشرها المكتب الصحفي للرئيس أثناء محادثات يانوكوفيتش مع وفد من الاتحاد الأوروبي في وقت سابق يوم الخميس أي علامات واضحة على إصابته بوعكة صحية.
وليس للرئيس تاريخ مرضي ، ويسيطر بشكل كامل على الحكومة ولا يزال يتمتع بتأييد في البرلمان لكن هناك مؤشرات على الاستياء في صفوف حزب الأقاليم الذي يتزعمه بسبب الأزمة المستمرة في الشوارع.
وقال الرئيس البولندي السابق الكسندر كفاسنيفسكي الذي التقى مع يانوكوفيتش مرات عديدة إنه يعتقد أن زيارة الرئيس الأوكراني العاجلة للبرلمان أمس الأربعاء كانت علامة على أنه يخشى فقدان التأييد.
ويتخذ كبار المستثمرين الأوكرانيين الذين دعموا يانوكوفيتش موقفا حياديا أكثر من الأزمة.
والمهمة الأكثر إلحاحا الآن بالنسبة ليانوكفيتش هي تعيين خليفة لأزاروف الذي خدمه بإخلاص لأربع سنوات.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء إن أوكرانيا في حاجة ماسة الآن لحكومة جديدة وأضاف أن موسكو ستنتظر إلى أن يتم تشكيل حكومة جديدة قبل أن تنفذ بشكل كامل اتفاق الإنقاذ الذي تبلغ قيمته 15 مليار دولار.
وقال جهاز الإحصاء إن الاقتصاد الذي يعتمد على صادرات الحديد الصلب لم يشهد نموا في عام 2013. ويتوقع محللون تراجعه هذا العام.
المصدر : رويترز