ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية اليوم الأحد أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يقودان جهدا دبلوماسيا داخل الأمم المتحدة لمنع شن هجوم سوري على آخر معقل متبق في يد المعارضة السورية بينما دعا الرئيس التركي شركاءه في روسيا وإيران لتبني وقف إطلاق نار يسمح للمعارضين بتسليم أسلحتهم.
وأعرب دبلوماسيون ومسئولون بالأمم المتحدة، حسبما نقلت الصحيفة على موقعها الالكتروني اليوم الأحد، عن مخاوفهم بأن الهجوم على إدلب، التي تقع في شمال غرب سوريا وتضم ثلاثة ملايين شخص، أصبح وشيكا حيث تم نشر وحدات جيش النخبة التابعة للحرس الجمهوري ونظام الحرس الجمهوري في المنطقة من أجل تحويطها فيما بدأت بالفعل طائرات سورية وروسية هذا الأسبوع شن الغارات الجوية على إدلب.
وأوضحت الصحيفة أن رؤساء تركيا وروسيا وإيران أظهروا – خلال اجتماعهم الأخير في طهران- مؤشرات تعكس اختلافا فيما بينهم رغم تأكيدهم مجددا على التزامهم بمكافحة الإرهاب والتوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الصراع الذي يعيش حاليا عامه الثامن ، وأصرت موسكو وطهران وهما من الداعمين الرئيسيين للرئيس السوري بشار الأسد على أن الهجوم ضروري لتطهير إدلب من “الإرهابيين”.
وفي داخل الأمم المتحدة وفي طهران، أشارت الصحيفة إلى قيام دبلوماسين ومسئولين بطرح فكرة “محاولة الانفصال”، كبديل للهجوم العسكري، مما يسمح للمعارضة المسلحة بتسليم أسلحتها وفصل أنفسهم عن الجماعات الإرهابية، وبالتالي تأمين سلامة المدنيين.
وتقدر الأمم المتحدة أن هناك حوالي 30 ألف مقاتل إرهابي بين سكان إدلب البالغ عددهم ثلاثة ملايين، ولم تتمكن تركيا حتى الآن من إقناع الجماعات المتشددة المتطرفة في إدلب، ومن بينها الجماعات الحالية والسابقة لتنظيم القاعدة، بالتخلي عن أسلحتها.
وتابعت الصحيفة أن تركيا تقف على حافة فجوة جيوسياسية صعبة بين منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” التي هي عضو فيها، وبين قوى تعمل غالبا ضد المصالح الغربية، ومع تدهور علاقاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا، انجرفت أنقرة أكثر نحو موسكو وطهران.
وأشارت إلى أن هذا يشكل تحالفا غير مستقر حيث تشترك البلدان الثلاثة في التشكك في نوايا الولايات المتحدة وفضلا عن تعرضهم جميعا إلى العقوبات من جانب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)