رأت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن مخاوف روسيا من احتمالية تولي المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الرئاسة؛ سرعت من وتيرة إبرام أكبر صفقة تبادل أسرى بين الغرب وروسيا.
وذكرت الصحيفة، في تقرير اليوم الجمعة، أنه بينما تم تبادل السجناء الأمريكيين، بما فيهم جيرشكوفيتش، بسرعة، كان تبادل السجناء الروس المتجهين إلى ألمانيا أكثر صعوبة.
وأوضحت أن السبب وراء ذلك هو أن التعرف عليهم كان يشكل تحدياً، لأن الكثير منهم تعرضوا لصعوبات كبيرة خلال فترة اعتقالهم، وكان على خبراء الأمن الألمان فحص ممتلكاتهم لأي آثار لمتفجرات أو سموم.
وقالت إن المستشار الألماني أولاف شولتس كان الشخصية المركزية في مفاوضات طويلة وشاقة مع الكرملين انتهت بإطلاق سراح 16 سجيناً روسياً وأمريكياً وألمانياً من “معسكرات الاعتقال الروسية” أمس.
وفي المقابل، وافق شولتس على دفع ثمن باهظ؛ ألا وهو إطلاق سراح فاديم كراسيكوف، قاتل محترف تابع لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، الذي كان يقضي عقوبة السجن المؤبد لقتله شيشانيا منفيا في وضح النهار في حديقة مزدحمة ببرلين، على مرمى حجر من مكتب شولتس.
وعبر النظام الأمني الألماني بأكمله، من الوزراء البارزين إلى الدبلوماسيين والمحامين الحكوميين، عن معارضته لإطلاق سراح القاتل المدان كراسيكوف مقابل حرية السجناء الغربيين، خوفاً من أن يشكل ذلك سابقة خطيرة. إلا أن شولتس انتصر – في نهاية المطاف – وتحمل المخاطر السياسية والقانونية لإطلاق سراح قاتل مدان.
وقال شولتس، في بيان متلفز، “لا يمكن لأحد أن يتخذ قراراً بإطلاق سراح قاتل محكوم بالسجن مدى الحياة بعد سنوات قليلة فقط في السجن، لكن كان لابد من موازنة مصلحة دولتنا في تنفيذ الحكم مع حرية وخطر حياة وسلامة السجناء السياسيين الأبرياء والذين سجنوا ظلماً في روسيا”.
وأضاف أن التضامن مع الولايات المتحدة كان دافعاً مهماً لقراره، قائلاً: “نحن مجتمع مشكل بالإنسانية”. واتصل الرئيس الأمريكي جو بايدن بشولتس ليشكره مرة أخرى بينما كان المستشار ينتظر وصول الطائرة التي كانت تقل السجناء إلى مطار عسكري في كولون.
وأفادت الصحيفة الأمريكية بأن بعض المسؤولين المنخرطين في مفاوضات تبادل السجناء استنتجوا من طلب روسيا إتمام الصفقة قبل الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل، أن الروس إما كانوا قلقين بشأن عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة مرة أخرى، أو أنهم يخشون ألا يكون شولتس على استعداد لمساعدة رئيس نادرًا ما يفوت فرصة لانتقاد ألمانيا.
المصدر : أ ش أ