ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يواجه الخيار الأكثر أهمية هذا العام،وربما في حياته المهنية بالكامل،وذلك سواء كان سيقرر الظهور والامتثال للشهادة بنفسه أمام المحكمة في نيويورك أم لا.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، أنه من الناحية السياسية،فإن الامتثال أمام المحكمة قد يمنح ترامب الفرصة لإظهار القوة والتحدي في مواجهة المحاكمة التي وصفها بأنها غير شرعية.
ويعتقد الخبراء القانونيين بأن المرشح الرئاسي الأكثر شعبية في الحزب الجمهوري يواجه خطرا وتهديدا محتملا إذا تم استجوابه بشأن علاقته الجنسية المزعومة مع المدعوة ستورمي دانيلز، وكذلك حول معاملته للنساء بشكل عام.
ولفتت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن ينهي المدعون العامون في مانهاتن تحضير القضية خلال الأسبوع المقبل، مما سيحول تركيز فريق الدفاع عن ترامب إلى هذه القضية،مشيرة إلى أن محاميي ترامب يعتزمون استدعاء عدد قليل من الشهود إن وجدوا بعد أن أبلغوا القاضي مرتين خلال الأسبوع الماضي أن ترامب لم يقرر بعد بشأن الإدلاء بشهادته.
وقال المحامون غير المشاركين في القضية إن الفريق القانوني من الأفضل أن ينصح ترامب بعدم الامتثال أمام المحكمة، خاصة أنه ليس في وضع يائس قانونيا، لأن الإدانة ليست نتيجة حتمية في هذه القضية.
ونقلت الصحيفة عن محامية الدفاع الجنائي تاما كودمان،أنه بمجرد أن يقرر ترامب الامتثال والظهور أمام المحكمة، فإنه يحول المحاكمة إلى استفتاء على مصداقيته، ويعيد توجيه انتباه هيئة المحلفين بعيدًا عن نقاط الضعف المحتملة في قضية الادعاء، مضيفة أن “إدلاء ترامب بشهادته سيكون قرارا خطيرا حقا”.
وأوضحت كودمان أن كل عضو في هيئة المحلفين لديه فكرة مسبقة عن ترامب، لكن شهادته الشخصية أمامهم قد تتسبب في تفاقم هذا الانطباع، لافتة إلى أن الرئيس الأمريكي السابق “يواجه خطرا حقيقيا يتمثل في نفور الناس منه، حتى أكثر مما قد يكونون منزعجين منه بالفعل”.
يذكر أن ترامب يواجه 34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية لإخفاء مبلغ 130 ألف دولار قام بإعطائه للمدعوة ستورمي دانيلز(ممثلة الأفلام الإباحية)عشية انتخابات عام 2016 لشراء صمتها بشأن محاولة جنسية مزعومة،كما يواجه ترامب بعض التدقيق والفحص بشأن تسجيل مصور له يتحدث فيه عن ملامسة النساء.
ونوهت الصحيفة إلى أنه في حال شهادة ترامب الشخصية في القضية،وتمت إدانته، ووجد القاضي خوان ميرشان أنه حنث باليمين على المنصة، فقد يؤدي ذلك إلى عقوبة أشد.
وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن ترامب على الجانب الآخر يسعى إلى الاستفادة من الامتثال أمام المحكمة لحشد الدعم لحملته الرئاسية، زاعمًا أن المدعي العام لمنطقة مانهاتن ألفين براج، وهو من الحزب الديمقراطي،أقام القضية لأسباب سياسية.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب صرح في عدة مناسبات أنه سيدلي بشهادته،لكنه تحوط في تصريحاته الأخيرة، خاصة أن المتهمين الجنائيين غير ملزمين بالإدلاء بشهادتهم في محاكماتهم.
المصدر : أ ش أ