نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية مقال، تناولت فيه خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن “العنصري” بحسب وصفها، خلال حفل التخرج في كلية “مورهاوس” التي يرتادها أميركيين من أصول أفريقية له.
تشير استطلاعات الرأي إلى أنّ الرئيس بايدن فقد الدعم بين الأمريكيين من أصول أفريقية له، ويبدو أنّ البيت الأبيض قد استقر على استراتيجية لاستعادتهم مرة أخرى: نشر المزيد من الانقسام العنصري. هذه هي الرسالة الرئيسية من خطاب الرئيس غير المشرّف يوم الأحد في كلية “مورهاوس” الشهيرة في أتلانتا.
ومن الطبيعي أن يقوم بايدن بتعظيم ذاته في خطابه خلال حفل تخرج في كلية “موروهاوس” التي يرتادها أمريكيين من أصول أفريقية.
وقدّم بايدن لخريجي عام 2024 قائمة بما يعتبره إنجازاته للأمريكيين من أصول أفريقية، وأعطى انطباعاً بأنّ لحزب الديمقراطي في ديلاوير كان عنصرياً حتى جاء السيناتور جو بايدن. وهذا الخطاب يمكن التسامح معه إلى حدٍ ما.
لكن الأمر الذي لا يمكن التسامح معه هو محاولة بايدن إثارة الاستياء بين الخريجين. وقال الرئيس الأمريكي إنّ “خريجين 2024، بدأوا دراستهم بعد مقتل جورج فلويد، ومن الطبيعي أن تتساءل عما إذا كانت الديمقراطية التي تسمع عنها تخدمك بالفعل”.
وتساءل بايدن: “ما هي الديمقراطية إذا قُتل الرجال السود في الشوارع؟ ما هي الديمقراطية إذا كان هناك سلسلة من الوعود التي لم يتم الوفاء بها لا تزال تترك المجتمعات من أصول أفريقية وراءها؟ ما هي الديمقراطية إذا كان عليك أن تكون أفضل بعشر مرات من أي شخص آخر للحصول على فرصة عادلة؟”.
شكرا على هذه النهضة، سيدي الرئيس. لكن هل هذا ما يريده حقاً بايدن؟ أنّ يعتقد هؤلاء الخريجون الشباب أنّ الديمقراطية الأمريكية يتم وصمها من خلال العداء العنصري؟
وكما لاحظ الحاضرون، تخيل أنك تعمل بجد لمدة أربع سنوات للتخرج، وفي يوم احتفال لك ولعائلتك، يرسل لك رئيس الولايات المتحدة رسالة مفادها أنّ مواطنيك البيض يريدونك أن تفشل.
كما أخبر الخريجين أنّ الجمهوريين لا يريدون أن يقوم الأمريكيين من أصول أفريقية بالتصويت. وقال إنّه “في جورجيا، لن يوفّروا لكم المياه أثناء انتظاركم في الطابور للتصويت في الانتخابات، وسيهاجمون موظفي الانتخابات من أصول أفريقية الذين يحصون أصواتكم”. كما عرّف بايدن أعمال الشغب في الكابيتول في 6 يناير بأنّها حدث عنصري.
هل هذا ما يعتقده الرئيس بايدن عن الولايات المتحدة؟ على ما يبدو هو كذلك.
كل هذا بعيد كل البعد عن جو بايدن الذي وعد الأمريكيين في عام 2020 بأنه سيوحد البلاد، لكنه يعكس يأسه السياسي. والسبب هو خسارته دعم الملايين من الأمريكيين من أصول أفريقية واللاتينيين، الأمر الذي جعله يتخلف في استطلاعات الرأي عن الرجل الذي هزمه في عام 2020.
ويعود ذلك إلى أنّ سياساته الاقتصادية فشلت في تحقيق المكاسب التي وعد بها، والتضخم الناجم عن الإفراط في الإنفاق أدّى إلى انخفاض الأجور الحقيقية في جميع أنحاء رئاسته. كما أنّ العالم في حالة من الفوضى، ويبدو أنه ليس لديه أي فكرة عما يجب فعله حيال ذلك.
لا يستطيع بايدن أن يترشح على هذا السجل، لذا فهو يحاول تغيير الموضوع من خلال تقسيم الأمريكيين بالعنصرية. إنها ليست رسالة تليق برئيس، على الرغم من أنها تبدو أفضل ما يمكن أن يقدمه بايدن.
المصدر: وكالات