اعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في عددها الصادر اليوم /الأربعاء/، أن المعارك التي تجرى حاليًا في شرق أوكرانيا بين القوات الروسية والأوكرانية تحمل في طياتها مخاطر كبيرة بما قد يترك تداعيات تفوق بكثير ساحتها الجغرافية.
وقالت الصحيفة -في مستهل تقرير، نشرته عبر موقعها الرسمي- إن روسيا تهدف من وراء هذه المعارك إلى إثبات قدرتها على تحقيق مكاسب عسكرية كبيرة .
وأضافت أنه على مدار الشهر الماضي، ضغطت القوات الروسية لتوسيع وتدعيم المناطق التي تسيطر عليها في أقصى شرق أوكرانيا، وتتقدم القوات الروسية بعد أن قلصت طموحاتها السابقة لتحقيق قوة دفع واسعة، من خلال إطلاق نيران مدفعية مكثفة وهجمات جوية في مناطق محدودة،، حيث تريد موسكو إثبات أن قوتها العسكرية يمكنها الاستيلاء على الأراضي والاحتفاظ بها.
ورغم أن القوات الأوكرانية ردت في كثير من الأحيان، وأحبطت تقدم روسيا واستعادت الأرض في بعض المناطق، إلا أن المعارك تمثل -حسبما رأت الصحيفة- اختبارًا للجانبين، حيث يمكن للنجاح الروسي أن يبرهن على نجاح الرئيس فلاديمير بوتين في التحول عن تكتيكاته العسكرية الخاصة بالأيام الأولى للحرب، عندما فشلت جيوشه في الاستيلاء على كييف، ويشجعه ذلك على مواصلة التقدم غربًا مرة أخرى نحو العاصمة.
و ترى الصحيفة أن المكاسب الأوكرانية قد تقنع بعض القادة الغربيين الحذرين بأن كييف لديها فرصة للفوز، ضد القوات الروسية الأكبر عددًا وعتادًا بما قد يمنح أوكرانيا في النهاية موقفًا تفاوضيًا أفضل مع موسكو //بحسب الصحيفة// التي تابعت بأن زعماء أوروبا المتشككين قد يكونوا أكثر إلحاحًا من مجرد البحث عن موقف تفاوضي ضد روسيا لأنه لا يلوح في الأفق حتى الآن بأن مثل هذه المحادثات وشيكة، بينما تضغط أوكرانيا من أجل تسلم عاجل للأسلحة الثقيلة الغربية.
وأدت التعليقات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي بأن الغرب يجب ألا يهين روسيا، إلى تفاقم النزاع المحتدم بين الدول الغربية، فمن جهة هناك من يسعون إلى تسليح القوات الأوكرانية بقوة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبولندا ودول البلطيق ودول الشمال، التي ترى ثمة فرصة تاريخية لتحجيم قدرة روسيا وتهديداتها العسكرية.
وأفادت الصحيفة أن هناك مجموعة أخرى تقودها فرنسا وألمانيا، حيث يتشكك العديد من المسئولين في قدرة أوكرانيا على طرد القوات الروسية الأفضل تسليحًا ويخشون الضرر الاقتصادي المتزايد من الحرب، على رأس هؤلاء هو ماكرون نفسه الذي قال في مقابلة مع الصحف الفرنسية الإقليمية نصًا “لا ينبغي إذلال روسيا” لذا فإن الدبلوماسية ممكنة عند توقف القتال..التصريحات التي أثارت رد فعل قاسيا من جانب الحكومة الأوكرانية وانتقادات لاذعة من جهات أخرى.
في الوقت نفسه، أوضحت “وول ستريت جورنال” أن الهجمات المضادة التي شنتها القوات الأوكرانية خلال الأيام الأخيرة تشير إلى أنه حتى مع تقدم القوات الروسية غربًا، فإنها ستواجه عقبات في حماية خطوطها الخلفية وخطوط الإمداد التي تتراجع شرقًا، فيما قال محللون عسكريون غربيون إن هجوم روسيا الذي تقوده المدفعية ضد دونباس هو نهج تقليدي للقتال أكثر بكثير مما حاولت موسكو إظهاره في أواخر فبراير الماضي، وهو أقرب إلى العقيدة العسكرية الروسية، وأضافوا أنه من خلال اتباع التكتيكات التي ظل الجيش الروسي يتبعها، اكتسبت القوات الروسية المزيد من الأراضي في الشرق، الأمر الذي يُزيد من غموض ما قد تحمله الأيام المقبلة.
المصدر : أ ش أ