ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية نقلا عن مسئولين أمريكيين وأوروبيين أن الأساليب العسكرية التي تتبعها روسيا في سوريا تختلف كثيرا عن تلك الخاصة بالولايات المتحدة وحلفائها لدرجة أنه قد يستحيل التعاون بين الجانبين ، مما يعقد الجهد الدؤوب لإقامة شراكة بين موسكو والغرب ضد تنظيم “داعش”.
وقالت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني، إن الغارات الروسية، التي استهدف بعضها جماعات المعارضة المسلحة المدعومة أمريكيا ، كانت أقل دقة بكثير من الضربات التي يقوم بها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بتجنب الضرر الجماعي ، وذلك بحسب مسئولين ومحللين عسكريين غربيين يقولون إن القصف الأوسع يخدم الأهداف الروسية ، فيما تقول جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان أن الضربات الروسية قتلت مئات من المدنيين.
ونقلت الصحيفة عن مايكل كلارك، الذي تنحى مؤخرا عن رئاسة مركز أبحاث “المعهد الملكي للخدمات المتحدة” في لندن قوله “إن الضربات الروسية عشوائية جدا وهو أمر متعمد ، والمشكلة بالنسبة للغرب هي أن الروس يجرون حملتهم على غرار ما حدث في جمهورية الشيشان”، في إشارة إلى النزاع الذي بدأ في التسعينيات من القرن الماضي والذي سوى فيه الروس معظم مدينة جروزني بالأرض، حسب الصحيفة .
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقد أمس الاثنين جلسة استراتيجيات ممتدة في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بشأن المعركة ضد “داعش” في سوريا والعراق حيث قال إن التحالف الأمريكي يضرب الجماعة “أقوى من أي وقت مضى” لكن التقدم يجب أن يتسارع ، مضيفا أنه سيرسل وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع من أجل محاولة كسب تعهدات جديدة من الزعماء في المنطقة.
وبحسب مسئولين أمريكيين فإن روسيا لا تدمر دون مراعاة فحسب، لأن الروس بجعل ضرباتهم في سوريا موجعة ليس لجماعات المعارضة المسلحة فقط بل للسكان أيضا، إنما يهدفون للضغط على المدنيين لوقف دعم المقاتلين الذين يحاولون الإطاحة بنظام الرئيس الرئيس السوري بشار الأسد.
ووفقا للمسئولين الأمريكيين فإن هذا النهج الروسي نهج تكتيكي يتعارض مع تركيز الغرب على الفوز بالقلوب والعقول عن طريق محاولة تجنب ما يطلق عليه الضرر الجماعي.
ودافع المسئولون الروس عن عملياتهم في سوريا، ودعوا مرارا الولايات المتحدة وحلفاءها إلى العمل معهم ضد “داعش” حيث ذكرت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أن “أي مراقب موضوعي لا يمكن أن يكون لديه أدنى شك بشأن النوايا الحقيقية للضربات الجوية الروسية ، فنحن نتحدث فقط عن الجماعات الإرهابية وأماكن تواجدها والبنية التحتية للمدنيين ليست بأي حال من الأحوال هدفا لسلاح الجو الروسي “.
كما أشار المسئولون الروس إلى أن الدول الغربية تشن حربا إعلامية للتشكيك في الحملة الروسية والتقليل من شأنها.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)