سلطت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية اليوم الخميس الضوء على تدخل الولايات المتحدة لمنع انجراف تركيا تجاه تعميق تحالفها مع إيران وروسيا.
وأشارت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد أشاد قبل خمسة أشهر بنظيره التركي رجب طيب أردوغان ووصفه بالصديق، وقال إن العلاقات بين الدولتين الحليفتين في منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” لم تكن أوثق من ذلك في أي وقت سابق.
بيد أن وجهة نظرة ترمب، التي اتسمت بالتفاؤل، كانت تخفي وراءها حقيقة أكثر تعقيدا؛ إذ تحولت تركيا بسرعة إلى أحد أكثر العلاقات إزعاجا لإدارة ترامب، موضحة أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون اعترف هذا الأسبوع بأن العلاقات بين البلدين آلت إلى “حدّ الأزمة”.
وأضافت الصحيفة أنه هناك على ما يبدو خريطة طريق واضحة لكي يتغلب البلدان على خلافاتهما.
ولكن الصحيفة أوضحت أن إدارة ترامب استهلت مساعي جديدة لمحاولة إصلاح العلاقات والحيلولة دون اقدام تركيا على تعميق تحالفاتها مع روسيا وإيران، موضحة أن مسؤولين أمريكيين كبارا، بينهم تيلرسون ومستشار الأمن القومي الأمريكي هربرت ريموند ماكماستر ووزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، أجروا في اطار هذه المساعي، محادثات مكثفة مع القادة الأتراك في الأيام الأخيرة، في ضوء محاولاتهم إقناع أردوغان بالتراجع عن تعميق علاقاته مع موسكو وطهران.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في إدارة ترامب، قوله “إن الروس يتلاعبون بالأتراك، إذ يتعارض انحياز تركيا مع روسيا وإيران مع المصالح التركية”.
وأضافت “وول ستريت جورنال” أن الولايات المتحدة تسعى لإبقاء تركيا على جانبها في الوقت الذي تعزز فيه واشنطن الجهود الرامية لدفع إيران وحلفائها الى خارج سوريا، لافتة إلى المخاوف الأمريكية حيال أن تتمكن روسيا من إحراز تقدم في تقسيم الناتو من خلال بيع أنظمة دفاعية متطورة مضادة للصواريخ إلى تركيا.
ورفض المسؤولون الأتراك التعليق على هذا الأمر، بيد أن الولايات المتحدة وتركيا اتفقتا في مطلع الأسبوع الجاري على تشكيل مجموعات عمل جديدة حول القضايا الرئيسية لمعرفة ما اذا كان بامكانهما تسوية خلافاتهما.
وفي هذا الصدد، قال أحد المسؤولين الأتراك “نفضل مناقشة مثل هذه الأمور مع نظرائنا الأمريكيين مباشرة”.
المصدر:أ ش أ