ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، نقلا عن مسئولين أمريكيين حاليين وسابقين، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس خطة تهدف إلى إغلاق المكتب السياسي لحركة طالبان في قطر، في خطوة أثارت احتجاجات داخلية غير معتادة من جانب مسئولين في وزارة الخارجية الأمريكية يرون أن هذا الأمر من شأنه تقويض مصالح الولايات المتحدة في أفغانستان.
ونقلت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين – عن أشخاص مطلعين على هذه الخطوة قولهم” إن مجموعة من متخصصي الخارجية الأمريكية في شئون جنوب آسيا وقعت مذكرة احتجاجية نادرة الجمعة الماضية تطالب بالإبقاء على مكتب طالبان “مفتوح” إلى جانب إطلاق محادثات مكثفة لإنهاء حرب مشتعلة منذ 16 سنة في أفغانستان.
وأضافت المصادر المطلعة إن عددا من المسئولين وقعوا هذه المذكرة، من بينهم بعض موظفي وزارة الخارجية انتهت عقودهم مع الإدارة الأمريكية الجمعة ولم تجدد”.
ونسبت (وول ستريت جورنال) إلى هيذر نويرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية قولها” نود أن نعرب عن امتناننا لعمل الفريق السابق الجاد في محاولة لتعزيز السلام والمصالحة، وسيواصل المسئولون النابغون داخل المنظومة دفع هذه الجهود، ولا يمكن أن يكون استعدادنا لدعم عملية المصالحة موضع شك، على عكس موقف طالبان ورغبتها في المشاركة بشكل جاد”.
وأفادت الصحيفة بأن هذه المذكرة غير السرية حثت كبار قادة الخارجية الأمريكية على إبقاء مكتب طالبان مفتوحا للمساعدة فى ضمان عدم إهمال محادثات السلام فى وقت ترسل فيه الولايات المتحدة 4 آلاف جندى أمريكي آخر إلى أفغانستان في محاولة لكسر حالة الجمود المسيطرة على ساحة المعركة مع طالبان.
وأضاف الأشخاص المطلعون على هذه الخطوة إن الخبراء قالوا في المذكرة الداخلية” إن إغلاق مكتب طالبان في قطر من الممكن أن يقوض محاولات ترمب لانتشال أمريكا من حرب راح ضحيتها أكثر من 3 آلاف و500 شخص أمريكي منذ العام 2001″.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسئول أمريكي سابق قوله ” إن عدم وجود سلسلة من الجهود تركز بشكل واضح على العملية السياسية يبدو مخالفا لمصالح ترمب بل ويعد سياسة سيئة”.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن طالبان فتحت مكتبها السياسي في الدوحة العام 2013 بدعم من الحكومات الأمريكية، والأفغانية، والقطرية، وأعرب الزعماء السياسيون عن أملهم فى أن يمهد هذا التحرك الطريق لإجراء محادثات سلام جادة بين طالبان والحكومة الأفغانية، غير أن هذه المبادرة توقفت بسرعة، ويرى بعض المسئولين الأمريكيين أن مكتب طالبان كان مخيبا للآمال.
المصدر: ا ش ا