بينما تؤكد إيران إنها بحاجة لإنتاج وقود لتشغيل محطة بوشهر النووية (جنوب طهران)، يبدو من غير المرجح أن توافق القوى العالمية على هذا الطلب، وقد يتعذر بسببه التوصل لاتفاق لإنهاء المواجهة النووية القائمة بين طهران وبين الغرب قبل انقضاء المهلة المحددة لذلك في يوليو المقبل.
وقال دبلوماسيون من القوى الكبرى التي تتفاوض مع طهران إن المفاوضين الإيرانيين طرحوا الطلب خلال المحادثات الأخيرة في مايو الماضي، وهو ما يفسر أحد الأسباب التي حالت دون تحقيق تقدم يذكر صوب الوصول لاتفاق نووي يمكن أن ينهي عزلة طهران الاقتصادية.
وباتت مسألة قدرة إيران على إنتاج يورانيوم مخصب في قلب النزاع القائم منذ 10 سنوات على برنامجها النووي، إذ أن الوقود يمكن استخدامه في مفاعلات الطاقة كما يمكن استخدامه في صنع قلب رأس نووي، إن عولج بشكل أكبر.
و قال دبلوماسي من مجموعة (5+1) التي تجري محادثات مع إيران، وتضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، إضافة إلى ألمانيا: “يتوقعون أن يمتلكوا القدرة على تزويد بوشهر بالوقود وهذا غير واقعي”.
وأضاف الدبلوماسي: “سيستغرق هذا فاصلا قصيرا جدا”، مشيرا إلى الوقت المطلوب لإنتاج كمية من اليورانيوم عالي التخصيب تكفي لصنع قنبلة.
وتطالب قرارات لمجلس الأمن الدولي إيران بوقف كل أشكال تخصيب اليورانيوم، لكنها ترفض الامتثال قائلة إن نشاطها النووي سلمي تماما.
ورغبة إيران في أن تصنع بنفسها الوقود اللازم لتشغيل المحطة التي تبلغ طاقتها الإنتاجية ألف ميغاوات، قد تواجه مقاومة من روسيا التي بنت المحطة ولديها عقد مدته 10 سنوات لتزويدها بالوقود اعتبارا من عام 2011، وهو شيء تريد الاستمرار فيه.
وقد يضر هذا بموقف إيران التفاوضي الذي يعتمد في جانب منه على موقف موسكو المعتدل إزاء طهران في المحادثات، مقارنة بدول الغرب.
والوصول لاتفاق يتطلب من كل الأطراف التوافق على قضايا مثل مستقبل المنشآت النووية الإيرانية الأخرى، وموعد تخفيف العقوبات الاقتصادية الغربية، علما بأن المحادثات تستأنف في منتصف يونيو الجاري.
وقال دبلوماسي إن إيران بدت كأنها تعود عن انفتاحها السابق الذي أظهرته، رغبة في تبديد القلق من مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل ويخشى الغرب أن يوفر بلوتونيوم لإنتاج قنابل فور تشغيله.
وصرح دبلوماسيون بأن المسؤولين الإيرانيين بدوا خلال محادثات مايو، كأنهم يقترحون حلولا فنية محددة تتنافى مع توقعات الغرب، ورفضت إيران بعد ذلك أحد الحلول المطروحة لتبديد نقاط قلق الغرب ووصفته بأنه “يبعث على السخرية”.
المصدر: رويترز