رغم الراتب المغري للوظيفة، ومن دون العمل في عطلات نهاية الأسبوع، وعدم العمل في الليل، إلا إن أحدا لم يتقدم للوظيفة، كما أن أحدا لم يبد اهتماما بها.
الأكثر من هذا وذاك أن العمل في الوظيفة المطروحة، في بلدة هادئة في نيوزيلندا، لمدة 4 أيام في الأسبوع، مع إجازة سنوية تصل إلى 12 أسبوعا.
على أي حال، وللراغبين في معرفة طبيعة الوظيفة، فهي بالتأكيد ليس متاحة للجميع وإنما للأطباء أصحاب التخصص العام.
ففي بلدة توكوروا، الواقعة في الريف النيوزيلندي الجميل، يحاول الطبيب آلان كيني، البالغ من العمر 61 عاما، العثور على طبيب عام شاب للعمل في المركز الطبي لديه، أو ليحل محله.
محاولاته في العثور على طبيب عام لم تنجح على مدى عامين رغم الإغراءات السابقة، كما أن أحدا لم يتصل به خلال الشهور الأربعة الأخيرة حتى لكي يستفسر بشأن عن الوظيفة.
وكيني أحد 6 أطباء يعملون في بلدة هادئة يقدر عدد سكانها بنحو 13500 نسمة، تبعد عن العاصمة أوكلاند قرابة 208 كيلومترات.
وكان الطبيب البريطاني كيني وفد إلى هذه البلدة في نيوزيلندا قبل 30 عاما، ولكنه لم يتمكن حتى الآن من إيجاد بديل له.
ونيوزيلندا، مثلها مثل دول أخرى عدة، تعاني لاستقطاب الأطباء الشبان، أو الخريجين الجدد، للعمل في الأرياف أو في المناطق البعيدة عن المدن الكبيرة.
ووفقا لإحصائية نيوزيلندية العام الماضي، فإن 37 في المئة من الوظائف في الأرياف شاغرة.
ويبلغ عدد المرضى الذين يراجعون عيادة الطبيب كيني حوالي 6 آلاف مريض، وهو سجل ناجح بامتياز، وهو على ما يبدو قد أتاح له تقديم العرض المغري للأطباء الجدد.
وقال كيني لصحيفة “نيوزيلندا هيرالد” إن المشكلة الأساسية هي إيجاد بديل، مشيرا إلى أنه اضطر لإلغاء إجازته السنوية نظرا لعدم وجود حتى بديل مؤقت، موضحا أن الأمر بات يرهقه.
وأشار إلى أنه يضطر أحيانا لمعالجة 43 مريضا يوميا خلال ساعات العمل بين الثامنة والنصف صباحا والسادسة مساء.
المصدر : وكالات