أكد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار حرص الدولة المصرية على دعم الصحة النفسية، باعتبارها جزءًا أساسيًا في تحقيق التنمية الشاملة والاستقرار المجتمعي.
جاء ذلك خلال إطلاق وزير الصحة، اليوم الإثنين، للمبادرة الرئاسية لدعم الصحة النفسية “صحتك سعادة”، بمتحف قصر عابدين، بحضور الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، بجانب سفراء دول تركيا، وفنزويلا، ومالطا، والفلبين، وفرنسا، والنيجر، والولايات المتحدة الأمريكية ورومانيا، ويأتي إطلاق هذه المبادرة في إطار الاهتمام الكبير الذي يوليه الرئيس عبدالفتاح السيسي بالصحة العامة للمواطنين وخاصة الصحة النفسية.
وقال عبدالغفار إن المبادرة تضم عدة محاور أساسية تهدف لتلبية احتياجات فئات مختلفة من المواطنين، وتشمل الاكتشاف والتدخل المبكر لاضطراب طيف التوحد؛ لتمكين الأطفال وأسرهم من الحصول على التشخيص المبكر والرعاية اللازمة.
وأضاف أن الوزارة تعمل أيضًا مع الولايات المتحدة على تحليل الرنين المغناطيسي للفحص والتشخيص المبكر للتوحد في مصر، كما تشمل عدة محاور أخرى هي مكافحة وعلاج الإدمان بجميع أشكاله بما في ذلك إدمان المواد المخدرة والألعاب الإلكترونية، وتقديم الدعم النفسي للمرأة الحامل، وللمرضى من أصحاب الأمراض المزمنة ومرضى الأورام وكبار السن، وتغطي المبادرة أيضًا الكشف عن الاكتئاب وسُبل علاجه.
وأوضح أن المبادرة توفر نظام إحالة للرعاية المتخصصة للحالات المتقدمة، وتطبق برامج التدخل المبكر لدعم الأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد، وتضمن المتابعة المستمرة للحالات؛ لضمان استمرارية الرعاية وتحسين جودة الحياة.
وتابع أن وزارة الصحة اتخذت خطوات عملية، حيث يوجد 22 مركزًا صحيًا بمحافظة القاهرة قد تم تدريبهم على محاور هذه المبادرة ضمن المرحلة الأولى، وسوف ننتقل للمرحلة الثانية التي تتضمن تدريبا متخصصا حول الإحالة إلى الرعاية المتقدمة، وذلك وفق برنامج تدريبي خاص بمنظمة الصحة العالمية يهدف لتعزيز مهارات مقدمي الرعاية في تقديم الدعم لأسر الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النمو أو تأخر في التطور.
وأشار إلى أن دمج خدمات الصحة النفسية ضمن مراكز الرعاية الصحية الأولية يسهم بشكل كبير في تحقيق الوقاية والعلاج المبكر، ويخفف من الضغط على المستشفيات التخصصية والمواطنين؛ مما يضمن وصول الأفراد للدعم والعلاج في مرحلة مبكرة تعزز من جودة حياتهم، وكذلك من خلال المنصة الإلكترونية للصحة النفسية https://mentalhealth.mohp.gov.eg/mental/web/ar، بجانب إدراج خدمات الصحة النفسية تحت مظلة التأمين الصحي الشامل.
وأكد حرص الوزارة على التوسع الدائم في خدمات الصحة النفسية بتوفير مستشفى متخصص بكل محافظات الجمهورية، لافتًا إلى تصديق الرئيس عبدالفتاح السيسي على إنشاء مجمع طبي كبير لمكافحة الأمراض النفسية والإدمان بمنطقة العلمين.
وتابع أن أهداف المبادرة تستند إلى رؤية مصر 2030 التي تسعى إلى الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري، وتحسين مستوى معيشته بمختلف نواحي الحياة، حيث أن المحور الرئيسي لرؤية مصر هو أن يتمتع المصريون كافة بحياة صحية آمنة ومأمونة من خلال منظومة رعاية صحية متكاملة ومتاحة للجميع وعالية الجودة وشاملة قادرة على تحسين الظروف الصحية من خلال التدخل المبكر والتغطية الوقائية وضمان الحماية للفئات الضعيفة، وتحقيق رضا المواطنين والعاملين بالقطاع الصحي، مما يؤدي إلى الرخاء والرفاهية والسعادة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويؤهل مصر لتصبح رائدة في مجال خدمات وأبحاث الرعاية الصحية في العالم العربي وإفريقيا.
وعلى هامش فعاليات الاحتفال بإطلاق المبادرة الرئاسية للصحة النفسية، شهد وزير الصحة توقيع مذكرة تفاهم بين الوزارة وشركة “فياترس مصر”؛ لدعم المبادرة، حيث تهدف لتقديم الدعم للحكومة المصرية والمؤسسات الصحية المتخصصة في تقديم حلول مبتكرة لتعزيز الصحة النفسية والتطوير من الخدمات المقدمة، وتهيئة الظروف الملائمة لتحقيق أهداف تتماشى مع الرؤية المستقبلية للطرفين، وفقًا للمعايير الدولية والمحلية، ورفع الوعي المجتمعي.
ومن جانبها، قالت وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة مايا مرسي إن إطلاق هذه المبادرة يأتي استجابة مباشرة لرؤية رئيس الجمهورية لتعزيز رفاهة المصريين بكافة مراحل حياتهم، ويجسد التزام الدولة بتحقيق الأمان النفسي والاجتماعي لجميع مواطنيها، والتأكيد على أن الدولة تواكب في سياساتها الاجتماعية والتنموية أحدث الاتجاهات الدولية.
وأضافت أن آخر تقارير منظمة الصحة العالمية الصادر تحت عنوان “أحداث تحول في الصحة النفسية لصالح الجميع” يرصد في الفصل الرابع أن هناك ثلاثة أسباب تدعو إلى الاستثمار في الصحة النفسية، وهي الصحة العامة وحقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
ووجهت وزيرة التضامن الشكر للدكتورة منن عبد المقصود الأمين العام للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان على كافة الجهود التي تقوم بها، مؤكدة أن وزارة التضامن تعمل بالتعاون مع وزارة الصحة لتقديم خدمات شاملة، ويستند منهج العمل على إيمان راسخ بأن دعم الصحة النفسية للأفراد يبدأ من الأسرة، ويولي أهمية خاصة من أجل بناء أسرة متماسكة ومستقرة.
وأوضحت أن الأسرة الحاضنة الأولى للطفل تعد المصدر الأساسي للاستقرار والدعم النفسي لأفرادها، فالزوج والزوجة والأبناء، كل منهم يشكل جزءًا من دائرة متكاملة، تتأثر وتتفاعل فيها المشاعر والصحة النفسية لكل فرد، مما يجعل الروابط الأسرية والعلاقات بين الأفراد أساسًا جوهريًا للصحة النفسية.
وتابعت أنه حرصًا على تعزيز تماسك الأسرة وبناء مجتمع أكثر استقرارًا تم إطلاق البرنامج القومي للحفاظ على كيان الأسرة المصرية “مودة” في عام 2019، برعاية كريمة من رئيس الجمهورية، هذا البرنامج يمثل استثمارًا استراتيجيًا في بناء مجتمعات مستقرة وسعيدة، ويهدف لتمكين المقبلين على الزواج وتطوير مهاراتهم الحياتية لبناء علاقات زوجية قائمة على التفاهم والأمان، وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لبناء أسر قوية ومستقرة.
ولفتت إلى أن البرنامج نجح على مدار الـ5 سنوات الماضية في الوصول إلى ما يقرب من مليون و200 ألف مستفيد ومستفيدة، بينما استقطبت منصته الرقمية حوالي 5 ملايين مستخدم، كما أطلقت “مودة” خدمة جديدة على منصتها الرقمية لتقديم الاستشارات الأسرية المجانية بعنوان “اسأل مودة”؛ لتكون منارة ترشد الأسر وتساعدهم على تجاوز العقبات والصعوبات، مما يسهم في تحسين الصحة النفسية لكل فرد من أفرادها ويزيد الشعور بالسعادة والرضا عن الحياة، وقد استقبلت المنصة 10 آلاف و860 استشارة منذ إطلاقها في فبراير 2024.
وبدوره..قال الرئيس التنفيذي لشركة “أكسيت” للأبحاث الدكتور إسلام عنان إن هذه المبادرة هي تجسيد لحرص الدولة على دعم الصحة النفسية للمواطن وتحسين الصحة النفسية للمواطنين عامةً، حيث أن الصحة النفسية تلعب دورا مهما في الوقاية من العديد من الأمراض، حيث أن أكثر من 1.1 مليار شخص حول العالم يعانون من اضطرابات نفسية أو إدمان، ومع ذلك فإن 80% من هؤلاء لا يسعون للحصول على العلاج المناسب، حيث تشير الإحصائيات إلى أن العبء الاقتصادي العالمي المرتبط بالصحة النفسية يصل إلى 5 تريليونات دولار.
وأضاف “لكن في مصر، فتم حساب العبء الاقتصادي للاضطرابات النفسية ما بين 4 إلى 12 مليار دولار سنويًا، مما يؤثر سلبًا على الإنتاجية والنمو الاقتصادي، مما دعا مصر للاهتمام بجودة حياة المواطن وليس فقط العلاج والوقاية من الأمراض، وقد تم توفير 66 مليار جنيه مصري من خلال المبادرات الصحية العامة التي أطلقتها الدولة، مع 115.6 مليون زيارة لمبادرات الصحة العامة”.
ومن ناحيته..قال الرئيس الإقليمي لشركة “فياترس” بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوراسيا الدكتور أيمن مختار، إن الشركة تعمل على تعزيز الرعاية الصحية الشاملة من خلال شراكات استراتيجية لتوفير حلول مبتكرة لإدارة الأمراض غير السارية وتخفيف آثارها.
ومن جهته..أكد رئيس شركة “فياترس مصر” الدكتور محمد سويلم أن هذه الاتفاقية تمثل خطوة هامة نحو تحسين الرعاية النفسية في مصر، معربًا عن أهمية الاستثمار في هذا القطاع لتعزيز صحة الأفراد وتحقيق التوازن النفسي، مما يساهم في بناء مجتمعات أكثر صحة وسعادة .
المصدر: رئاسة مجلس الوزراء