أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الدكتور عبد المنعم البنا، أن تنفيذ المشروعات القومية العملاقة، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي باعتبارها نواة لإعادة رسم خريطة جديدة لمصر ما هي إلا محاولة مباشرة وكبرى لاقتحام 93 % من مساحة مصر وإخضاعها للتنمية والتعمير على أسس عصرية يتخللها مشروعات كبرى تستهدف في المقام الأول إيجاد فرص للاستثمار وفرص للعمل.
جاء ذلك خلال كلمته في اجتماعات الدورة الحادية والأربعين لمجلس محافظي الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (الايفاد)، والمنعقدة حاليا في العاصمة الإيطالية روما، تحت شعار “من الهشاشة إلى الصمود طويل الأمد” لمناقشة سبل الاستثمار في الاقتصاديات الريفية المستدامة والمساهمة في مواجهة التحولات الناجمة عن التغير المناخي والنزاعات وإعطاء الشباب الفرصة لضمان سبل معيشة مستدامة.
وقال البنا” إن تلك الخطوة تعد رؤية جديدة وجادة تحقق مطلبا ضروريا للمصريين، للتوجه نحو الصحراء لاستغلال ثرواتها وإخضاعها لصالحهم بأسلوب علمي وفني واعتمادا على أساليب تكنولوجية معاصرة وخبرات متخصصة..منوها بأن مصر في هذا الصدد اتخذت عددا من الخطوات الجادة والحلول الفورية في سبيل تحقيق التنمية الزراعية الشاملة فضلا عن تحدي المعوقات التي تحول دون وصول تلك التنمية إلى المناطق الريفية والأكثر احتياجا.
وأكد أنه ضمن تلك الحلول، تم وضع سياسة واضحة لتنمية الريف المصري تعتمد على أسس موضوعية لاختيار مجموعات البدائل المناسبة لظروفه، وبما يساعد على إحداث التنمية الشاملة اللازمة لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي، فضلا عن مواجهة السلبيات والمعوقات المتعلقة بكيفية الاستثمار الفعلي في مجال تنمية الريف ومحاصرة قضية البطالة بين شباب الريف.
وأشار البنا إلى أنه تم حصر الموارد الطبيعية خاصة بالريف المصري وتقييمها تقييما موضوعيا منطقيا وينطبق ذلك على ثروات مصر النباتية والحيوانية والمائية ومصادر الطاقة مع وضع مخطط واضح للاحتياجات اللازمة لتنمية الريف المصري، وقد تم التنسيق بين الهيئات والمؤسسات والمراكز البحثية العاملة في هذا المجال واستغلال المساهمات الأجنبية والمحلية والاعتماد على التنمية بالمشروعات الصغيرة التي تعتمد على الموارد المحلية وتعظيم قيمة العمل اليدوي والصناعات الريفية.
وقال وزير الزراعة إنه تم البدء في تنفيذ برامج لتنمية الموارد البشرية في مصر والاهتمام بوسائل التحديث والاستنارة كالتعليم والثقافة والبحث العلمي، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب إعادة صياغة نمط الحياة بالريف المصري وإبراز قيمة دور المرأة الريفية باعتبارها شريكا في صنع التنمية والتقدم.
ونوه البنا إلى أن الحكومة المصرية نفذت عددا من المشروعات بالمناطق الريفية من شأنها الاهتمام بأوضاع الريف وتحسينه، ورفع مستوى معيشة أبنائه، حيث تم التوسع في مشروعات البنية الأساسية، خاصة تدعيم شبكات الكهرباء وشبكات مياه الشرب وشبكات الطرق والصرف الزراعي والصرف الصحي وغيرها في إطار المتاح من الاعتمادات المالية، فضلا عن التوسع في تقديم الخدمات المساعدة على زيادة الإنتاج الزراعي واتباع أساليب حديثة
في الزراعة منها على سبيل المثال: إدخال نظم الميكنة الحديثة ، وتحسين السلالات النباتية والحيوانية.
وأضاف إنه تم إصدار التشريعات والقوانين المنظمة لعلاقة المالك والمستأجر للأراضي الزراعية، فضلا عن التوسع في مشروعات استصلاح الأراضي وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة وتمليك الأراضي الزراعية المستصلحة لشباب الخريجين.
وأكد وزير الزراعة أن مصر ستواصل جهودها للمساهمة في تنفيذ برامج للاستثمار في المناطق الريفية مع التركيز على تطوير القدرة الاستثمارية للنساء والرجال الريفيين وتعزيز القدرة على الصمود خاصة في المناطق الفقيرة ولاسيما لصغار المزارعين وصولا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وإثراء التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص وبعض البلدان والمنظمات الدولية ذات الصلة.
المصدر: أ ش أ