أدلى وزير وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، اليوم الثلاثاء، بشهادته أمام أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
وأعرب أوستن – في بداية كلمته – عن فخره واعتزازه برجال القوات المسلحة الأمريكية الذين تحلوا بمهارات فائقة وبالمهنية طوال فترة الحرب في أفغانستان وأثناء فترة الانسحاب وعمليات الإجلاء للأمريكيين والمعاونين الأفغان.
وأوضح أوستن أنه على مدار أطول حرب خاضتها بلاده والتي استمرت لـ20 عاما، فقد 2461 أمريكيا لأرواحهم فيما أصيب 20 ألف أخرون بجراح الحرب التي لا يرى بعضها من الخارج.
وقال أوستن إن السبب وراء سرعة وصول الجنود الأمريكيين إلى كابول هو “لأننا خططنا لهذه الطارئة”، مضيفا أن التفكير بشأن إمكانية إجراء إجلاء غير قتالي جرى في الربيع.
وتابع قائلا “بالفعل في أواخر أبريل بعد اسبوعين من قرار الرئيس بايدن بالانسحاب، صمم مخططون عسكريون عددا من سيناريوهات الإجلاء.”
وأوضح أوستن أنه في أوائل يونيو، بدأ في تمركز القوات في المنطقة حسب الخطة الموضوعة مسبقا لتتضمن 3 كتائب مشاة، مؤكدا “لقد أردنا أن نكون مستعدين، وكنا كذلك بالفعل.”
وأوضح الوزير الأمريكي أن أول يومين من عمليات الإجلاء كانت صعبة، مشيرا إلى أن الجميع شاهد بانتباه شديد صور اندفاع الأفغان نحو مدرج المطار في كابول ومشاهد الفوضى خارج المطار، إلا أن الجنود الأمريكيين تمكنوا من استعادة النظام في خلال 48 ساعة.
وأشار إلى أن الخطط استهدفت إجلاء ما بين 70-80 ألف شخص ولكن القوات الأمريكية تمكنت من إجلاء أكثر من 124 ألف شخص، مضيفا أن الخطة كانت تتضمن نقل ما يتراوح بين 5 إلى 9 آلاف شخص يوميا، ولكن في المتوسط تم نقل ما يقرب من 7 آلاف شخص يوميا.
وأكد أن عملية الإجلاء كانت أكبر عملية نقل جوي في تاريخ الولايات المتحدة وإنها نُفذت في 17 يوما، موضحا أن بلاده لازالت تعمل على إجلاء الأمريكيين الذين يسعون إلى مغادرة أفغانستان.
وفيما يتعلق بانتهاء عملية الإجلاء في موعدها المحدد، قال أوستن إن رأيه لايزال أن تمديد موعد عملية الإجلاء لما بعد أواخر أغسطس كان سيعرض القوات الأمريكية التي تقوم بالمهمة للخطر، حيث إن حركة طالبان أوضحت أن تعاونها سينتهي في الأول من سبتمبر، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الولايات المتحدة كانت تواجه تهديدات خطيرة ومتنامية من قبل تنظيم داعش خراسان.
وفي ختام كلمته، دعا وزير الدفاع الأمريكي إلى التساؤل بشكل أوسع حول الحرب نفسها، والدروس المستفادة من الحرب التي دامت 20 عاما وهل كان لدى الولايات المتحدة أكثر من استراتيجية، وهل كان هناك الكثير من الثقة في قدرة الولايات المتحدة على بناء مؤسسات أفغانية فعالة وجيش وقوات جوية وشرطية ووزرات حكومية؟
وقال أوستن إن رؤية انهيار الجيش الأفغاني – الذي دربته الولايات المتحدة وحلفاؤها – أمام هجوم طالبان، كان بمثابة مفاجأة بالنسبة لنا.
وأضاف أوستن أنه يجب النظر في بعض الحقائق التي لا تبعث على الراحة، ومن بينها “أننا لم نستوعب بشكل كامل مدى عمق الفساد والقيادة الضعيفة في المناصب العليا، وأننا لم نعي التأثير المدمر للتناوب المتكرر وغير المفسر من قبل الرئيس غني لقادته، وأننا لم نتوقع تأثير كرة الثلج الذي نجم عن الاتفاقات التي أبرمها قادة طالبان مع القادة المحليين في أعقاب اتفاق الدوحة. وأن اتفاق الدوحة نفسه كان له تأثيرا مثبطا على الجنود الأفغان. “
وأكد أوستن أنه لا يجب أن نسمح للنقاش حول كيف انتهت هذه الحرب، بأن ينسينا بأن رجالنا حالوا دون وقوع حادث أخر مثل الحادي عشر من سبتمبر، وأنهم أظهروا شجاعة فريدة واحدثوا تقدما باقيا في أفغانستان ستجد طالبان أنه من الصعوبة بمكان تغييره، وأن على المجتمع الدولي أن يعمل جاهدا لكي يحافظ عليه.
المصدر: أ ش أ