استقبل سامح شكري وزير الخارجية يوم 11 الجاري وزير خارجية اليابان “تارو كونو” في أول زيارة له عقب توليه مهام منصبه مؤخرا، حيث أجرى الوزيران مباحثات تناولت التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن وزير الخارجية سامح شكري استهل اللقاء بتقديم التهنئة لوزير خارجية اليابان على توليه مهام منصب وزير الخارجية، مشيدا بالعلاقات التاريخية بين البلدين، وهو ما عكسته زيارة السيد رئيس الوزراء الياباني “شينزو آبي” للقاهرة في يناير 2015، وزيارة السيد رئيس الجمهورية لطوكيو في 28 فبراير 2017، والتي تضمنت إلقاء سيادته كلمة أمام البرلمان الياباني كأول رئيس مصري وعربي يتحدث أمام البرلمان الياباني، فضلا عن العديد من الزيارات المتبادلة الناجحة.
وأشار أبو زيد إلى أن اللقاء تناول التعاون الثنائي بين البلدين، حيث شكر وزير الخارجية الجانب الياباني لدعم مصر في مشروع المتحف المصري الكبير، معربا عن تطلع مصر لمشاركة رئيس الوزراء الياباني في افتتاح المتحف، فضلا عن دعم اليابان لمركز القاهرة الدولي للتدريب على تسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام منذ عام 2008 من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائيUNDP، كما أعرب الوزير شكري عن تطلع مصر لدعم اليابان للسفيرة مشيرة خطاب مرشحة مصر وأفريقيا لمنصب مدير عام اليونسكو.
وأردف أبو زيد، بأن وزير الخارجية سامح شكري أعرب عن الرغبة في زيادة الاستثمارات اليابانية في مصر، منوها إلى قانون الاستثمار الموحد وما يوفره من فرص حقيقية وآفاق كبيرة للاستثمار الأجنبي المباشر، فضلا عن مميزات السوق المصري وما يوفره من عناصر جذب للمستثمرين اليابانيين. وتناول اللقاء عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك مثل التوتر في شبه الجزيرة الكورية والآثار الناجمة عن التجربة النووية الأخيرة لكوريا الشمالية، واستمرارها في تطوير قدراتها الصاروخية بما يشكل تهديدا لجيرانها، حيث أكد الجانبان على أهمية إلتزام كوريا الشمالية بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
كلمة السيد / سامح شكري
وزير خارجية جمهورية مصر العربية
خلال الدورة الأولى للاجتماع الوزاري
للحوار السياسي العربي الياباني
القاهرة 11 سبتمبر 2017
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد/ أحمد أبو الغيط
معالي السيد/ عبد القادر مساهل وزير خارجية جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية
معالي السيد/ تارو كونو وزير خارجية اليابان
أصحاب المعالي والسعادة
السيدات والسادة
أودُ في البداية أن أرحب بزيارة السيد تارو كونو وزير خارجية اليابان للقاهرة، مكرراً تهنئتي له بتوليه منصبه الجديد وتمنياتي له بالتوفيق.
ويهمني أيضاً التعبير عن تقديرنا لحرصه على التواجد بيننا اليوم لتدشين أولى جولات الحوار السياسي العربي الياباني، الأمر الذي يعكس اهتمام اليابان بعلاقاتها على كافة الأصعدة مع العالم العربي، وهو ما نثمنه ونقدره.
السيدات والسادة
لقد دشن المنتدى الاقتصادي العربي الياباني الذي بدأ أعماله في ديسمبر 2009 مرحلة مهمة في مسيرة العمل العربي الياباني المشترك، الأمر الذي وضع إطاراً تفاهمياً بين العرب واليابان في المجالات الاقتصادية والتجارية والتنموية بما يخدم علاقات التعاون القائمة في مجالات النفط والغاز، والتنمية البشرية، وتوطين التكنولوجيا في العالم العربي. ونتيجة لعمق وأهمية العلاقات العربية اليابانية، فقد كان لزاماً تطوير تلك العلاقة وترفيعها إلى مستويات أعلى لتشمل التنسيق السياسي وتبادل الرؤى بالنسبة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
أصحاب المعالي والسعادة
يعاني العالم الآن من سيولة في الأوضاع السياسية والاجتماعية، ويتعرض مبدأ الدولة الوطنية الذي أرسته معاهدة وستفاليا لعام 1648 لتحديات جسام تهدد تماسك الدول وتؤثر على الإستقرار ومن ثم الأمن الدولي.
ولعل ما تموج به المنطقة العربية من أزمات يستدعي منا دائماً التأكيد على وجهة النظر العربية إزاء تلك الأزمات وكيفية حلها. وتأتي في هذا الصدد قضية العرب الأولى وهي القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، ذلك الصراع الذي أدخل المنطقة منذ عام 1948 في دوامة من عدم الاستقرار والتوتر ما زالت تعاني منه حتى الآن.