أكد وزير الخارجية نبيل فهمى، أن مصر تريد علاقات أقوى مع واشنطن ولكن أكثر احتراماً.
وقال فهمى – فى حوار مع جريدة “النهار” اللبنانية اليوم السبت، أجرى على هامش الدورة السادسة للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون العربى – الصينى فى بكين: “إن الولايات المتحدة دولة مهمة على الساحة الدولية وسنسعى دائما إلى علاقات إيجابية معها بما يضمن المصلحة المصرية، ولا نتردد فى أن تضمن هذه العلاقة مصلحة الجانبين، ما دمنا نحافظ على حاجاتنا وحقوقنا، وما استجد فى العلاقة هو الشعب المصرى الذى لم يكن طرفا فى تقويم العلاقة فى الماضى”.
وشدد على أن الولايات المتحدة ستكون ضمن الخيارات المصرية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، وإنما لن تكون هى أو غيرها الخيار الوحيد.
وبالنسبة للجانب الروسى، قال فهمى “إن ما تم من خطوات مع روسيا يعكس تناميا سريعا للعلاقات المصرية – الروسية فى مجالات مختلفة والشق العسكرى جزء واحد فحسب”.
وأوضح أن الاستقرار فى مصر بانتخاب الرئيس يسمح لها بانطلاقة سياسية جديدة تملأ من خلالها الفراغ السياسى الموجود فى العالم العربى، والذى كان ضمن أسباب الاضطراب العام فى الساحة العربية ومحاولات أطراف عدة للتدخل فيها.
وأضاف “الحراك الديمقراطى هو ما يخدم الشعب لصالح الشعب ويشركه فى الحكم، وأعتقد أن هذا الحراك سيستمر نتيجة لثورة التكنولوجيا وانخفاض المعدل السنّى للمواطن العربى ورغبته فى التغيير، ولكن ما أعتقد أنه سيكون مختلفاً، وآمل ذلك، هو أن الحراك سيوجه لبناء الدول العربية الحديثة المتحضرة وليس لمجرد خلع ما كان قائماً على أسس غير سليمة وفاسدة وغير ديمقراطية، وأردف فهمى قائلا: “المجتمع المصرى أثبت أنه متمسك بالتغيير، وبعد نجاح ثورتين علينا أن ننجح فى بناء الدولة التى نبغيها”.
وفيما يتعلق بالانتخابات السورية، قال فهمى “إن الانتخابات السورية ليست إلا خطوة فى مشكلة أكبر، فهناك أزمة فى سوريا بين أطراف إقليميين متعددين، وهناك اتفاق بين الأطراف السوريين جميعهم “هو مؤتمر جنيف 1” الذى يركز على تأليف هيئة انتقالية بصلاحيات كاملة لإدارة البلاد، كما أن هناك تعارضا بين هذه الهيئة والانتخابات. فكيف تتشكل هيئة لإدارة البلاد والانتخابات أجريت منذ أيام؟.
وأكد أن ما تتمسك به مصر هو الحفاظ على وحدة كيان سوريا ووحدة الأراضى السورية، ولا نريد تقسيم سوريا على أساس عرقى أو طائفى لأن فى ذلك انعكاسات على المنطقة، مضيفا: “نؤيد المطالب المشروعة للمعارضة السورية، ولكننا نأمل فى أن نجد وسيلة للتوصل إلى حل سياسى بين الأطراف فى سياق مضمون ومبادئ جنيف 2 بصرف النظر عن الآليات”.
وأشار فهمى إلى أنه لا يوجد حل عسكرى حاسم فى سوريا والحل السياسى بعيد المنال والبلاد فى مرحلة اللاحسم، ومن يدفع ثمن ذلك هو المواطن السورى.
وحول اقتراح روسيا بعد الانتخابات السورية تأليف حكومة ائتلافية تشارك فيها المعارضة، قال فهمى “إن المسألة لا تتعلق بحكومة ائتلافية، وإنما السؤال هو هل لهذه الحكومة سلطة الإدارة أم لا”.
وتابع قائلا: “إذا كانت تتمتع بصلاحيات مستقلة هذا يعنى أننا اتخذنا خطوة نحو بناء سوريا الجديدة، أما فى غياب أمر كهذا، وفى ظل رغبة فى استعادة الماضى أو تحميل المستقبل تداعيات الماضى سنجد أن تأليف حكومة ائتلافية من عدمه لا قيمة له لأنها لن تعطى الصلاحيات المطلوبة لبناء مستقبل سوريا وستعكس فقط حسابات ضيقة”.
المصدر : أ ش أ