قال نبيل فهمي، وزير الخارجية، إنه سيتم اتخاذ خطوات إضافية نحو قطر بعد استدعاء سفيرها لدى مصر وإبلاغه رسالة للحكومة القطرية في حالة عدم توقفها عن التدخل في الشؤون الداخلية لمصر.
وقال «فهمي» في تصريحات صحفية قبل مغادرته القاهرة، الأحد، متوجهًا إلى الجزائر، إن الموقف القطري مرفوض شكلًا وموضوعًا، ولا يجوز بأي شكل من الأشكال أن تتعرض خارجية دولة أجنبية حتى وإن كانت دولة عربية للوضع الداخلي لدولة أخرى، فالإدلاء بتصريح بهذا المعنى شيء مرفوض مضمونًا، وصياغته تعكس أن هناك نوايا غير سوية في إطار التصفية، وتحركنا نحن كدولة كبرى في المنطقة دائمًا تحركًا محسوبًا».
وأشار إلى أن البيان الذي أصدرته وزارته شمل مجموعة رسائل منها «جدية الموقف من قبل الجانب المصري، كما تضمن إشارة صريحة نُحمل فيها قطر مسؤولية أي تداعيات ناتجة عن ذلك، وهذه هي الخطوة الأولى كإعلان موقف قد يتبعه خطوات أخرى، فكل الأمور محل دراسة».
وحول وجود وساطات خليجية لتهدئة الوضع بين مصر وقطر، قال «فهمي»: «كانت هناك رغبة من عدة دول عربية خليجية أن تستقر الأمور القطرية في الساحة العربية وليس مصر فقط، وإعطاء فرصة لقطر في ضوء تغيير قيادتها لتصحيح المسار، ورغم أننا لم نجد مؤشرات واضحة إنما استجبنا لهذه الرغبة ونتطلع دائمًا لعلاقات حسنة بين الدول بشرط ألا يمس أي طرف عربي المصالح المصرية أو كرامة المصريين».
وتابع: «للأسف ما شاهدناه، الجمعة الماضي، في بيان قطر، هو طعنة للجهود العربية ورد سلبي على من طرحوا دعوة للصبر أو التغيير أو إعطاء فرصة إضافية».
وحول ما تردد عن عدم زيارة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، لمصر خلال جولته الخارجية الحالية، وأنها تؤكد حدوث غيوم في العلاقات المصرية الأمريكية، قال «فهمي»: «لا أوافق على هذا التفسير، حيث أجرينا خلال الساعات الماضية مكالمة هاتفية جماعية لمجموعة أصدقاء سوريا لبحث الوضع في سوريا، وشاركت فيه الخارجية المصرية والأمريكية، وجاءت زيارة كيري من أجل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وبكل صراحة نحن على دراية بما يتم في هذه المفاوضات من مصادر مختلفة».
أضاف أن «هناك مبعوثًا أمريكيًا سيصل إلى مصر خلال الساعات القادمة، وسألتقي به عقب عودتي من الجزائر مباشرة، فضلًا عن الاتصال مع الأطراف الأخرى، وأنا لم أربط مجيء كيري لمصر أو عدم مجيئه بموقف سياسي، وأنا حاليًا في زيارة خارجية والكثير من الحراك السياسي داخل مصر فضلًا عن الاستعداد للاستفتاء وانشغال مصر بذلك».
وحول جهود وزارة الخارجية لمواجهة استعداد قيام تنظيم الإخوان الدولي لعقد مؤتمر صحفي في لندن، الإثنين، قال «فهمي»: «هناك تحرك للدولة المصرية بمختلف أجهزتها، وطبيعة الحال تقود السفارات المصرية التحرك في الخارج».
وحول استعداد السفارات المصرية لبدء الاستفتاء على الدستور للمصريين بالخارج، قال «فهمي» إن هناك ترتيبات خاصة لتنظيم هذا الاستفتاء بأسهل وسيلة ممكنة من أجل راحة المصريين في الخارج، ودور الخارجية هو تمكين المواطنين في الخارج من المشاركة في الاستفتاء، ولا نتدخل في آليات وإجراءات الاستفتاء، بمعنى ضرورة أن يقوم المواطن بالتصويت بنفسه في مقر الاستفتاء، وهذا قرار اللجنة العليا للانتخابات وليس قرار وزارة الخارجية، كما أن قرار عدم قبول التصويت البريدي صادر من اللجنة، ودورنا أن نقبل هذه القرارات وننفذها باهتمام دعمًا لإمكانيات السفارات والقنصليات المصرية في الخارج.
وأشار إلى أنه تم إرسال مندوبين من وزارة الخارجية إلى القنصليات والسفارات المصرية في الخارج، والتي يتواجد فيها أعداد كبيرة من المصريين، دعما لإمكانيات هذه السفارات والقنصليات، فضلًا عن وجود غرفة عمليات بالقاهرة تعمل 24 ساعة، لمتابعة ما يحدث في الخارج، ودعمًا لجهود السفارات.
وحول زيارته للجزائر، قال وزير الخارجية إنها تأتي في إطار تنشيط العلاقات المصرية مع الدول العربية الصديقة، وسيبحث خلالها عددًا من القضايا الدولية والإقليمية والأفريقية، فضلًا عن العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة ما يرتبط بالتعاون الاقتصادي والأمني.
وأشار إلى أن «الزيارة تستهدف أيضًا التمهيد لعقد لجنة ثنائية بين البلدين التي تشكل أساس التعاون بين المؤسسات الرسمية المختلفة، وهذه أول خطوة تجاه المغرب العربي وسيعقبها خطوات أخرى خلال فترة قصيرة وهي رسالة واضحة بانتشارنا عربيًا وأفريقيًا».
المصدر: د ب أ