قال وزير الثقافة حلمي النمنم أنه آن الأوان لعودة العروبة وبالأخص العروبة الثقافية المتحضرة بقيادة مصر ولبنان للتصدي لظاهرتي التشرذم و التطرف اللتين تعصفان بالمنطقة العربية.
وقال النمنم – في كلمة له في افتتاح الأسبوع الثقافي المصري في لبنان الليلة الماضية – “نحن في لحظة فارقة من تاريخ أمتنا العربية التي تتدهور يوما بعد يوم حتى وصلنا إلى القاع الذي لايوجد بعده قاع وجدنا سوريا تتفكك وليبيا لم يعد لها وجود رسمي والصومال ضاع منا قبل عقدين والعراق فيه مافيه ويتكالب علينا الجميع من الداخل والخارج”.
وأضاف “حين ضعفت العروبة الثقافية ظهر من يتصور أن يكون بديلا لها ظهرت الطائفية وظهرت المذهبية والعمالة والخيانة في أوقح وأحط صورها وكان المستفيد الوحيد في المنطقة هو إسرائيل التي تتضخم يوما بعد يوم على حساب حقوقنا وكرامتنا”.
وقال “لن نسمح بعد اليوم أن تمس كرامتنا والبداية من هنا من الفعل الثقافي وحين نقول الفعل الثقافي فهو يعني أولا الحرية .. التسامح وقبول الآخر وحق الاختلاف والمواطنة وأن نرفض العنف والتشدد ليحل محله التجديد والاستنارة دينيا وفكريا وإنسانيا.. التخلف في الاصل ظاهرة ثقافية .. فلنقاوم التخلف”.
ولفت إلى أن العروبة بدأت كحركة ثقافية وكفعل ثقافي، وقال إنه وفي هذا الصدد تبرز العلاقة القوية بين مصر ولبنان فحين كان رفاعة الطهطاوي يترجم رواية ويصعب عليه أن ينشرها في مصر نظرا لوضعه الرسمي في مصر كان ينشرها في بيروت وحين كتب الدكتور طه حسين كتابه المهم “المعذبون في الأرض” ويغضب منه الملك فاروق ويصعب عليه نشره في مصر ترحب به بيروت فينشر فيها.
وأضاف “حين يكتب نجيب محفوظ أولاد حارتنا ويقف الأوغاد ضدها من الإرهابيين ويصعب عليها أن ينشرها في كتابه في مصر فإنه كان ينشرها في بيروت وحين كان يتعب أحمد شوقي أو يئن فإنه يجد المستراح هنا في جارة الوادي (مدينة زحلة بالبقاع اللبناني).
وتابع قائلا “حين كان يتعب محمد عبد الوهاب أو أم كلثوم أو غيرهم من الفنانين المصريين الكبار فإنهم كانوا يجيئون إلى لبنان لأن لبنان كان هو الحياة هو الجنة العربية إلى أن حدث ما حدث وكله الآن في ذمة التاريخ ولسنا في مرحلة الحساب أو المحاسبة بل في مرحلة المراجعة”.
وقال “آن الآوان أن تعود العروبة الثقافية المتحضرة .. حين نتحدث عن العروبة الثقافية لابد أن نتحدث عن القاهرة أو بيروت وعن جمهورية مصر العربية وعن كل لبنان وعن كل مصر وليست القاهرة فقط ولأن لبنان ليست بيروت فقط مصر هي الشعب المصري والجغرافيا المصرية ولبنان هي الشعب اللبناني العريق من أقصى البلاد إلى أدناها”.
وقال وزير الثقافة اللبناني روني عريجي إنها ليلة مضيئة ليلة إنطلاق الأسبوع الثقافي المصري اللبناني مشيرا إلى أن العلاقات الثقافية بين البلدين قديمة وعميقة في التاريخ.
وأشار إلى أن علاقة مصر بلبنان تعود إلى زمن الفراعنة وخشب الأرز ومراكب الأشرعة وتبادل السلع وعلى صخور نهر الكلب في لبنان كتابات مسمارية ونقوش لفراعنة مصر ولا تزال وشما في الذاكرة في المدونات مظاهر التعاون في السياسية والفكر.
وقال “نستعيد لمحات من تاريخ مشترك مضئ نستلهم نضالات رجال النهضة العربية التي صنعها مفكرون لبنانيون ومصريون على أرض الكنانة زمن محمد علي والخديوي إسماعيل نتذكر النشر والمجلات والكتب والجمعيات والمنابر ونتذكر جورجي زيدان والأخوين سليم وبشارة تقلا ويعقوب صروف ورفاعة الطهطاوي والأفغاني ومحمد عبده”.
وذكر السفير المصري في لبنان الدكتور محمد بدر زايد إن من بين مصر وكل الدول العربية الكثير من الروابط السياسية والاقتصادية والمصاهرة والعلاقات الاجتماعية ولكنه لفت إلى أن بين مصر ولبنان نشأت حالة فريدة من نوعها في العلاقات بين البلدين.
وأشار إلى أنه منذ عدة أيام تم الاحتفال بالطبعة العربية للأهرام التي سوف تطبع في بيروت لافتا إلى أن الأهرام أسسها سليم وبشارة تقلا اللبنانيين المارونيين في مصر.
المصدر: أ ش أ