قال وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري إن الوزارة تسخر كل قدراتها ومقدراتها وأئمتها، لدعم دار الإفتاء كي تؤدي رسالتها السامية في خدمة شعب مصر والإنسانية وعلماء الإسلام في العالم.
جاء ذلك في كلمة وزير الأوقاف التي ألقاها نيابة عن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في الجلسة الافتتاحية بالمؤتمر العالمي التاسع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، المنعقد تحت مظلة دار الإفتاء بعنوان “الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع”.
وأضاف الوزير “أننا جميعًا في مصر نصطف على قلب رجل واحد خلف البيت الكبير الذي تعلمنا كلنا منه وهو الأزهر الشريف وتحت رايته وخلف الإمام الأكبر، وهو المعبر عنا جميعًا أمام العالم والذي نقر له بمنتهى البر والمحبة والإجلال والتقدير”.
وأوضح أن المؤسسات الدينية تقف جبلًا شامخًا تحت راية الأزهر، حتى نكون داعمين للعالم الإسلامي كله، ولكي نؤدي رسالة الإسلام السمحة التي تملأ الدنيا علمًا ونورًا، منوهًا بأن دار الإفتاء وُفقت في اختيار عنوان المؤتمر والذي يتلخص في 3 كلمات مهمة (الفتوى والأخلاق والعالم).
وتابع أن الفتوى هي العلم والبصيرة بالأحكام الشرعية، أما الأخلاق التي هي ميراث النبوة وهي نور وأدب وتزكية من الله تعالى، أما العالم المتسارع المتناقض يطرح كل يوم تعقيدًا فلسفيًا.
وأشار إلى أن سياسات العالم محكومة بأبعاد متشابكة، حيث أن هدف المؤتمر أن يأخذ من الأخلاق قبسًا من النور والحكمة ومن الفتوى ما يسهم في استقرار المجتمعات الإسلامية، لافتًا إلى أن الأخلاق الإسلامية هي الحل لمشاكل العالم.
ونوه بأن الرسول “صلى الله عليه وسلم” ترك أمة الإسلام من بعده تسبح على بحر عظيم من مكارم الأخلاق التي تتعهد بالرفق والرحمة والإنصاف والاكرام، حيث أُرسل “صلى الله عليه وسلم” رحمة للناس في معاملة المرضى والفقراء وإكرام ذوي الاحتياجات الخاصة وإكرام الضيوف، وفي حسن معاملة الجار وغيرها، وفي إنصاف أهل الكتاب والتعايش والتعاون معهم.
ولفت إلى أن الأخلاق تعلمنا التعارف وإفشاء السلام حتى لا ندع على الأرض حربًا مشتعلة، منوهًا بأنه من عجائب الأخلاق المحمدية حفظ الأوطان وإجلالها، وحفظ حق الأجيال القادمة، والعلم والتعليم الذي هو الحل لكل أزمات البشر، وهي المواثيق الأخلاقية العليا التي تريد دار الإفتاء ترسيخها، كما نريد في وزارة الأوقاف سريانها، وشعارنا في ذلك كله – قول الله تعالى – “وإنك لعلى خلق عظيم”.
وفي السياق، أكد وزير الأوقاف أن القضية الفلسطينية ستظل قضيتنا الكبرى وسنظل داعمين لفلسطين ورافضين كل الظلم والقهر لهم، وسنظل ندفع عنهم الظلم والعدوان، وننادي باحترام كافة المواثيق الدولية وفي حق الفلسطينيين في بناء دولتهم.
وقال إن ما وقع مؤخرًا من حدث جلل مفتقد للبناء الأخلاقي في حفل أولمبياد باريس من تعرض المسيح عليه السلام للإساءة، مشيرًا إلى إدانة الأزهر ووزارة الأوقاف والإفتاء وتوالت الإدانات من المؤسسات الإسلامية والمسيحية حول العالم وردود الفعل ما دفع المنظمين إلى إزالة الفيديو.
وشدد على أن الإساءة إلى أي نبي هي إساءة لهم جميعًا، كما قال صلى الله عليه وسلم “إني أولى الناس بعيسى ابن مريم”، محذرًا من أن ازدراء الأديان يغذي التطرف، داعيًا كافة القيادات الدينية في العالم إلى حملة توعية شاملة بالقيم التي تطفئ نيران الفتن.
المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)