في إطار زيارته الحالية للعاصمة الأسبانية مدريد عقد وزير الخارجية سامح شكري جلسة مباحثات موسعة مع وزير الخارجية الأسباني ألفونسو ماريا داستيس- يوم الأربعاء 14 فبراير 2018- بحضور وزير الدولة الإسباني للدفاع وسفير مصر في مدريد عمر سليم.
وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزيرين أعربا في بداية المباحثات عن ترحيبهما بالمستوي الحالي للعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وتطلعهما لاستمرار التعاون والتنسيق علي المستوي الثنائي والمستوي متعدد الأطراف.
ومن جانبه، أشاد الوزير شكري بالنتائج الإيجابية للتعاون الوثيق بين البلدين تجاه مجمل القضايا الإقليمية والدولية خلال فترة عضوية مصر السابقة في مجلس الأمن، حيث اتفق الوزيران علي اهمية الحفاظ علي هذا المستوي الرفيع من التنسيق من خلال تدشين آلية تشاور سياسي دورية بين البلدين علي مستوي وزيري الخارجية تجتمع كل عامين.
واستطرد أبو زيد بأن سامح شكري استعرض امام نظيره الإسباني مؤشرات تحسن الاقتصاد المصرى مع تنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادى بالتعاون مع صندوق النقد الدولى، والذى يتضمن إصلاحات اقتصادية هيكلية للمرة الأولى فى تاريخ مصر الحديث، مما يؤكد ان مصر تسير علي المسار الصحيح لمعالجة الاختلالات الاقتصادية المزمنة، الأمر الذي يستدعى دعم أصدقاء مصر لهذه الجهود ، وفي مقدمتهم أسبانيا.
وذكر أبو زيد أن المشاورات تطرقت ايضا إلي اهمية الارتقاء بمستوي العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين، خاصة مع ارتفاع حجم التبادل التجاري بينهما الذي وصل إلى نحو ملياريّ دولار في عام 2017، وكذلك الاستثمارات الأسبانية المتصاعدة في مصر في عدد من القطاعات وفي مقدمتها قطاع الطاقة.
وأضاف ان هناك إمكانية الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة للجانب الأسباني في المشروعات القومية الكبري، وخاصة تنمية المحور الاقتصادي لمنطقة قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، وتطوير التعاون بين هيئة قناة السويس وهيئات موانئ “فالنسيا” و”برشلونة”، فى ظل قيام أسبانيا منذ عدة سنوات بتمويل دراسة الجدوى الخاصة بالأنفاق أسفل قناة السويس، كما تناولت المشاورات سبل تعزيز التعاون في المجالات السياحية والثقافية والتعاون الزراعي وتدريب الكوادر الدبلوماسية في كلا البلدين.
واضاف أبو زيد بان وزير خارجية اسبانيا حرص علي الاستماع الي تقييم الوزير شكري تجاه موضوع سد النهضة والعلاقات المصرية الاثيوبية، والاوضاع في ليبيا، والازمة السورية، حيث استعرض وزير الخارجية كافة عناصر الموقف المصري تجاه كل تلك القضايا. كمان تطرقت المباحثات لسبل مواجهة ظاهرة الارهاب، والهجرة غير الشرعية، وتهريب السلاح، باعتبار كل تلك الظواهر تمثل تهديدا مشتركا للبلدين يتعين التنسيق من اجل مجابهتها بشكل فعال وحاسم.
واختتم المتحدث باسم الخارجية تصريحاته مشيرا الي ان المباحثات تطرقت ايضا الي مجالات التعاون العسكري بين البلدين، حيث شارك وزير الدولة الاسباني للدفاع في المباحثات نظرا لوجود وزيرة الدفاع خارج البلاد.
وقد اعرب الجانبان المصري والإسباني عن أمتنانهما للتطور الملحوظ الذي تشهده العلاقات العسكرية بين البلدين، وتطلعهما للمزيد من التعاون وتبادل الخبرات في هذا المجال.
المصدر: وكالات