رحل عن عالمنا اليوم السبت الكاتب الكبير وحيد حامد، عن عمر ناهز 76 عاما، بعد صراع مع المرض، إثر تدهور حالته الصحية على مدار الأيام الماضية، بعد تعرضه لأزمة قلبية، فضلا عن معاناته من متاعب بالرئة، الأمر الذي استدعى نقله لغرفة العناية المركزة خلال أيامه الأخيرة بأحد المستشفيات.
ونعى المخرج مروان حامد، والده..قائلا، عبر حسابه على موقع فيس بوك، “إنا لله وإنا إليه راجعون.. توفي الى رحمة الله تعالى أبي الغالي وحيد حامد البقاء والدوام لله وحده”.. ومن المقرر أن تقام صلاة الجنازة في مسجد الشرطة بالشيخ زايد بعد صلاة الظهر.
يعتبر الكاتب الكبير وحيد حامد أحد أشهر نجوم الكتابة في مصر والعالم العربي، وتعاون مع كبار نجوم التمثيل والإخراج، وقدم للسينما عشرات الأفلام المتميزة والمهمة، وناقش العديد من القضايا المهمة، وبلغ إجمالي ما قدمه طوال مشواره أكثر من 40 فيلما، وحوالي 30 مسلسلا تلفزيونيا وإذاعيا .
وولد وحيد حامد في 1 يوليو 1944 بقرية بني قريش مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، وتوجه إلى القاهرة عام 1963 لدراسة الآداب قسم اجتماع، وتخرج من قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس عام 1967، ليبدأ بالتوازي رحلة البحث عن تحقيق حلمه في كتابة القصة القصيرة والمسرحية، فكانت أول إصداراته مجموعة قصصية بعنوان “القمر يقتل عاشقه”، ولكن فجأة تغير المسار، وتحول الاهتمام لكتابة الدراما بنصيحة من الكاتب الكبير يوسف إدريس، لتنطلق رحلة السيناريست وحيد حامد بين جدران ماسبيرو مطلع السبعينيات، بكتابة الدراما الإذاعية فقدم العديد من الأعمال الهادفة، وبعد ذلك اتجه إلى التليفزيون والسينما، حيث قدم مجموعة كبيرة من الأفلام والمسلسلات الناجحة.
وعمل الكاتب الراحل على تثقيف نفسه وظل سنوات مطلعا على الكتب الأدبية والفكرية والثقافية وزائرا للمكتبات والسينما والمسرح أملا في أن يصبح كاتبا مميزا للقصة القصيرة والمسرح الذي عرفه عن طريق شكسبير.
وتمتع الكاتب الراحل بقدر كبير من الموضوعية والجرأة، وبرع في تقديم أعمال اجتماعية ذات بعد سياسي تناقش قضايا المجتمع، وتعاون مع عدد كبير من المخرجين أبرزهم سمير سيف، وشريف عرفة وعاطف الطيب، وحظت أعماله بإعجاب الجمهور والنقاد، كما حظت بإشادات من مختلف المحافل المحلية والدولية وحاز عنها على العديد من الجوائز.
وبرع الكاتب الراحل وحيد جامد، في كتابة المقال السياسي والاجتماعي في عدد من الصحف ويحظى بجمهور كبير من القراء، كما أشرف على ورشة السيناريو بالمعهد العالي للسينما لمدة 4 سنوات متتالية أخرج منها عددا من أفضل كتاب السيناريو الحاليين.
وكتب الراحل وحيد حامد العديد من الأعمال للسينما منها طائر الليل الحزين، فتوات بولاق، غريب في بيتي، البريء، أرزاق يا دنيا، الراقصة والسياسي، الإنسان يعيش مرة واحدة، الغول، أنا وأنت وساعات السفر،معالي الوزير، بنات إبليس، آخر الرجال المحترمين، الهلفوت، الإرهاب والكباب، المنسي، اللعب مع الكبار، مسجل خطر، الدنيا على جناح يمامة، طيور الظلام، النوم في العسل، اضحك الصورة تطلع حلوة، عمارة يعقوبيان، دم الغزال، واحكي يا شهرزاد.
ومن أبرز ما قدمه وحيد حامد في الدراما مسلسلات شياطين الليل، البشاير، العائلة، الدم والنار، كل هذا الحب، الناس سنة 2000، أوراق الورد، أحلام الفتى الطائر، آوان الورد،الجماعة، وبدون ذكر أسماء.
وفي الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حصل السيناريست الراحل على جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر وذلك تقديرا لمسيرته المهنية الممتدة لأكثر من 5 عقود.
ولاقى تكريم وحيد حامد في مهرجان القاهرة السينمائى ترحيبا كبيرا من الفنانين والنقاد، حيث شهدت لحظة تكريمه بكاء العديد النجوم والنجمات مثل يسرا، إلهام شاهين، ليلى علوى، لبلبة، نيللي كريم، منة شلبى، وعلا رشدى، مع تصفيق حار من قبل الحضور بمجرد صعوده على خشبة المسرح.
وحصل الراحل على العديد من الجوائز طوال مشواره الفني الذي امتد لسنوات منها: جائزة أحسن مسرحية عن مسرحية “آه يا بلد” من وزارة الثقافة، جائزة أحسن فيلم عن “ملف في الآداب” من الوزارة، جائزة مصطفى أمين وعلي أمين عن فيلم “البرئ”، جائزة مهرجان القاهرة السينمائي للسيناريو المتميز، الجائزة الفضية عن فيلم “اللعب مع الكبار” من وزارة الثقافة، جائزة أحسن فيلم “الإرهاب والكباب” من وزارة الثقافة عام 1993، جائزة أحسن سيناريو “المنسي” من جمعية الفيلم، وجائزة أحسن سيناريو “الراقصة والسياسي” عن الجمعية المصرية لفن السينما، عام 1995.
كما حصل على جائزة أحسن فيلم “طيور الظلام” من جمعية الفيلم، عام 1996، جائزة الفارس الذهبي التي تمنحها إذاعة الشرق الأوسط لأفضل كاتب سينمائي من عام 1990 حتى عام 2002 وهي تمنح بناء على استفتاء جماهيري، جائزة أفضل فيلم “اضحك الصورة تطلع حلوة” من وزارة الإعلام وجائزة أحسن سيناريو وأحسن إخراج “جمعية الفيلم، الجمعية المصرية لفن السينما، وزارة الثقافة”، جائزة أحسن سيناريو عن فيلم “معالي الوزير” من مهرجان السينما الأفريقية، جائزة أحسن سيناريو عن مسلسل “الجماعة” من مهرجان القاهرة للإعلام العربي، جائزة نجيب محفوظ عن مجمل أعماله الدرامية التليفزيونية من مهرجان القاهرة للإعلام العربي 2010، جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، جائزة الدولة التقديرية، وجائزة النيل عام 2012 وهي أعلى جائزة تمنحها الدولة.