شهد عام 2018 تولى عدة رؤساء دول و حكومات جدد سدة الحكم فى بلدان افريقيا ، من أبرز تلك الوجوه الرئيسة سهلي ورق زودي (68 عاما) وهى أول أمرأة تتولى الرئاسة فى تاريخ أثيوبيا حيث تم انتخابها فى الخامس و العشرين من أكتوبر الماضى من قبل البرلمان وهو ما شكل علامة فارقة .
وتعد رئيسة اثيوبيا الجديدة حاليا المرأة الوحيدة التى تشغل هذا المنصب فى عموم القارة الافريقية و الثالثة فى تاريخ القارة بعد الرئيسة الليبيرية السابقة إيلين جونسون ( 2005 – 20018 ) و أول أمرأة تتقلد هذا المنصب الرفيع فى إفريقيا و جويس باندا رئيسة ملاوى السابقة (2012 – 2014 ).
ولم يأت تولي زويدي رئاسة الدولة فى اثيوبيا من فراغ ، فقد عملت سفيرة لبلادها في كل من السنغال وفرنسا والمغرب وتونس كما عملت سفيرة متنقلة في كل من مالي والرأس الأخضر وغينيا بيساو وجامبيا وغينيا، خلال الفترة بين 1989- 1993 ، وفي عام 2002، أصبحت الممثلة الدائمة لإثيوبيا في المنظمة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (ايجاد) وهي منظمة إقليمية يقع مقرها في جيبوتي حلت محل السلطة الحكومية الدولية للإنماء ومكافحة التصحر تعانيه دول القارة .
وفي الفترة بين عامي 2002-2006 شغلت رئيسة اثيوبيا الممثلة الدائمة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) لدى الأمم المتحدة ، ثم أصبحت الممثلة الدائمة لإثيوبيا لدى الاتحاد الإفريقي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا. وبعدها شغلت منصب المدير العام للشؤون الإفريقية في وزارة الشؤون الخارجية في إثيوبيا.
عملت زويدي ممثلا خاصا للأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس مكتب الأمم المتحدة لبناء السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى. ثم عينت مديراً عاماً لمكتب الأمم المتحدة في نيروبي عام 2011.
وفي يونيو 2018، عينها الأمين العام أنطونيو جويتيريس ممثلة خاصة له لدى الاتحاد الأفريقي، ورئيسة مكتب الأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي على مستوى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، وكانت هي المرة الأولى التي تشغل فيها امرأة هذا المنصب.
وفى العاصمة الليبيرية منروفيا شهد الثاتى عشر من يناير من العام الماضى تولى اللاعب الليبيري السابق وأفضل لاعب في العالم لعام 1995، جورج ويا، ، مهام منصب الرئاسة في البلاد خلفا لإيلين جونسون سيرليف التي شغلت منصب الرئيس لمدة 12 عاما فى أول عملية انتقال ديموقراطية منذ عام 1944، أي أكثر من سبعين عاما في هذا البلد الناطق بالإنجليزية في غرب أفريقيا .
وفاز ويا فى جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التى جرت فى نهاية عام 2017 على خصمه جوزيف بواكاي نائب الرئيسة بنسبة 61.5 في المئة بعد فرز 98.1 في المئة من الأصوات، مقابل 38.5 بالمئة لخصمه بواكا ليكون بذلك أول رئيس بخلفية رياضية في تاريخ البلاد، وليثبت تفوقه في مجال السياسة كما فعل على المستوى الكروي سابقا، حين كان اللاعب الأفريقي الوحيد الذي فاز بجائزة اللاعب الأفضل في العالم .
و كان جورج ويا قد حاول مرتين من قبل ، فى عام 2005 كمرشح للرئاسة ، ثم في عام 2011 كنائب للرئيس ، وأصبح ويا عضوا في مجلس الشيوخ ، و أستكمل دارسته التى توقفت عند المرحلة الثانوية ليحصل فى نهاية المطاف على ماجستير في الإدارة .
وفى فريتاون عاصمة سيراليون كانت المفارقة بعودة جوليوس مادا بيو،مرشح أكبر أحزاب المعارضة فى البلاد ، إلى سدة الحكم بعد غياب دام نحو 22 عاما عقب فوزه فى الدورة الثانية من الانتخابات على مرشح الحزب الحاكم وحصوله على 81ر51% من الأصوات مقابل 19ر48% حصل عليها سامورا كامارا وزير الخارجية و المالية السابق، مرشح الحزب الحاكم.
ويعد صعود أبى أحمد لرأس السلطة فى إثيوبيا كرئيس للوزراء بمثابة علامة مميزة فى تاريخها عقب استقالة مفاجئة لرئيس الوزراء السابق ماريام ديسالين الذي تولى حكم البلاد منذ عام 1991 ، ويعد آبى أحمد أول رئيس حكومة مسلم من عرقية الأورومو يحكم إثيوبيا.
وكان قد شغل منصب وزير العلوم والتكنولوجيا في الحكومة من قبل، كما انضم في السابق لـ”الحركة الديمقراطية لشعب أوروميا” التي قاتلت ضد نظام منجستو هيلاميريام .
واستطاع أبي أحمد في غضون أشهر قليلة رأب صدع البلاد التي مزقتها الحروب لعقود، وحل الخلافات الإقليمية على الصعيد الخارجي ، كما أسهم صعود أبي أحمد في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، حيث ارتفع مستوى النمو خلال أشهر قليلة إلى 8%، فضلاً عن اطمئنان المستثمرين وعلى رأسهم الصينيون الذين كانت تساورهم الشكوك والقلق من تولي قيادة جديدة للبلاد، إضافة إلى الانفتاح الاقتصادي لجذب المستثمرين الأجانب في مجالات الاتصالات ووسائل النقل ، و على صعيد العلاقات الخارجية نجح أبى أحمد فى إعادة العلاقات لطبيعتها مع إريتريا بعد قطيعة استمرت لعقود.
و فى جوهانسبرج نجح رئيس حزب المؤتمر الوطني الافريقي الحاكم سيريل رامافوزا (65 عاما) في الوصول إلى كرسي الرئاسة بعد أن اختاره البرلمان في جلسة استثنائية ليخلف جاكوب زوما، الذي استقال من منصبه بعد تسع سنوات من الحكم بعد سلسلة من الفضائح السياسية والمالية التي طغت على إدارته.
وكان رامافوزا خيار المناضل الراحل نيلسون مانديلا لرئاسة البلاد في المستقبل، لكنه خسر السباق الرئاسي في العام 1997 أمام ثابو مبيكي، منافسه الأبرز من جيل الشباب، ما دفعه لترك مناصبه الرسمية والتفرغ لعمله الخاص ، وتقلد رامافوزا مناصب رفيعة في شركة التعدين لونمين وشركة الاتصالات الوطنية / ام تى ان / و من المقرر إجراء أنتخابات رئاسية فى جنوب افريقيا هذا العام .
وفى بوتسوانا ، وبعد أن قدم الرئيس سيرتسى إيان خاما استقالته من منصبه بعد حكم دام عشر سنوات ، انتقلت السلطة إلى نائبه موكجاليسى ماسيسى(57عاما) و ذلك وفقا للتقليد المتبع لدى «حزب بوتسوانا الديمقراطي» الذي يحكم البلاد منذ أكثر من خمسين عاماً .
ويذكر ان بوتسوانا شهدت منذ عام 1966 إحدى عشرة دورةً من الانتخابات العامّة التي فاز بها جميعاً الحزب الحاكم ، وبذلك يكون ماسيسي هو ثالث زعيم للدولة الواقعة في جنوب قارة أفريقيا، من خارج عائلة خاما السياسية التي هيمنت على السياسة في بوتسوانا منذ استقلال البلاد عن بريطانيا عام 1966. و سيتولى إدارة شؤون الحكم فى البلاد حتى تنظيم الانتخابات القادمة .
المصدر:أ ش أ