أعلن مسؤول أميركي كبير الجمعة انه “من الممكن” التوصل الى اتفاق مع ايران حول ملفها النووي خلال المحادثات المقبلة المقررة في جنيف ابتداء من العشرين من نوفمبر الجاري، مشيرا في الوقت نفسه الى استمرار وجود خلافات.
وقال هذا المسؤول في تصريح للصحافيين طالبا منهم عدم ذكر اسمه “سنعمل بكد خلال الاسبوع المقبل. لا اعرف اذا كنا سنتوصل الى اتفاق. لكنني اعتقد ان هذا الامر ممكن جدا. الا ان هناك ملفات معقدة لا تزال عالقة وهي بحاحة الى حل”.
وجدد المسؤول التأكيد على الدعوة التي وجهها الرئيس باراك أوباما الى الكونغرس لعدم فرض عقوبات جديدة في الوقت الراهن على ايران، مشددا على ان فرض عقوبات جديدة لن تدفع بايران “الى الاستسلام” والتخلي عن برنامجها النووي بل على العكس من ذلك ستقودها الى مزيد من التصلب.
وقال “شخصيا لا اظن ان مثل هذا التراجع (من جانب ايران) سيحصل، فالبلد لديه ثقافة مقاومة”، وفرض عقوبات جديدة على الجمهورية الاسلامية سيدفعها “الى المضي قدما في برنامجها النووي، مما لن يترك امامنا من خيار سوى الخيار العسكري”.
ومن المقرر ان يشارك وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في الجولة المقبلة للمحادثات السداسية المقررة في سويسرا الى جانب المدراء السياسيين لوزارات خارجية القوى الست الكبرى وهي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والمانيا.
وخلال الاسبوع الماضي وبعد ثلاثة ايام من المحادثات المكثفة في جنيف لم يتم التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الايراني.
واكد المسؤول الاميركي نفسه انه في ختام المحادثات الاخيرة قدمت القوى الكبرى الست الى ايران مسودة اتفاق “اكثر قوة” و”محسنة” تقدم “مزيدا من الوضوح” لبعض المواضيع، مقارنة مع الصياغة الاصلية لمشروع الاتفاق.
واضاف ان المحادثات بين ايران ومجموعة الست في جنيف انتهت فجر السبت “لانني اعتقد ان الاطراف وخصوصا ايران عبرت عن الرغبة بدراسة هذه الوثيقة التي كانت قوية تمهيدا للعودة لاحقا الى المفاوضات”.
وترفض اطراف المفاوضات الكشف عن تفاصيل مشروع الاتفاق الذي تجري مناقشته، الا انه قد يتيح لايران الاستفادة من قسم “صغير” من اصولها المجمدة في العديد من المصارف في العالم، بحسب ما قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري.
وبحسب مسؤول آخر في الادارة الاميركية فان حوالى مئة مليار دولار من عائدات النفط الايرانية هي اموال مجمدة حاليا في حسابات مصرفية حول العالم، اضافة الى ان صادرات ايران من الذهب الاسود تدهورت الى حوالى مليون برميل يوميا اي “اقل بكثير من المعدل اليومي لسنة 2011 والبالغ 2,5 مليون برميل يوميا”.
واكد المسؤول طالبا بدوره عدم ذكر اسمه ان “هذا الانخفاض في الصادرات يكلف ايران ما يصل الى 5 مليارات دولار شهريا، وقد كلفها اصلا حتى اليوم، الى جانب بقية العقوبات التي نفرضها عليها، حوالى 120 مليار دولار”.
وتابع “من هنا فان تخفيف (العقوبات) الذي نعتزم اجراءه في المرحلة الاولى (من الاتفاق) سيكون محدودا وموقتا ومحدد الهدف ويمكن العودة عنه”.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما دعا الكونغرس الخميس الى منح ايران فرصة عن طريق عدم تشديد العقوبات المفروضة عليها.
المصدر:ا ف ب