اتفقت روسيا وأوكرانيا على وقف إطلاق النار البحري لتأمين الملاحة في البحر الأسود، وفقا لبيانين اعلنهما البيت الأبيض فجر اليوم الأربعاء .
ولم يتضح متى أو كيف سيبدأ تنفيذ التفاهمات المتعلقة بالأمن في البحر الأسود، لكن الاتفاقين هما أول التزامين رسميين من الطرفين المتحاربين منذ عودة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وجاء في بياني البيت الأبيض أن الجانبين اتفقا على ضمان سلامة الشحن المدني، ووقف العنف، ومنع استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية.
وأجرى ممثلون من الولايات المتحدة محادثات منفصلة مع المفاوضين الروس والأوكرانيين في العاصمة السعودية الرياض خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقال المسؤولون الأوكرانيون إنه لن يُسمح للسفن البحرية الروسية بالإبحار إلا في النصف الشرقي من البحر الأسود. وإذا ظهرت السفن الحربية الروسية في النصف الغربي، فإن أوكرانيا ستمارس حقها في الدفاع عن النفس.
وأوضح البيان أن الولايات المتحدة ستسهل مع روسيا استعادة قدرتها للوصول إلى السوق العالمية لتصدير المواد الزراعية والأسمدة، من خلال تخفيض تكاليف التأمين البحري، وتعزيز الوصول إلى الموانئ، وأنظمة الدفع الخاصة بمعاملات التصدير.
كما اتُفقَ على تنفيذ التدابير اللازمة لتحقيق ما اتُفقَ عليه بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين فيما يتعلق بحظر استهداف منشآت الطاقة في كل من روسيا وأوكرانيا. وأكدت الولايات المتحدة التزامها بالمساعدة على التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى، وإطلاق سراح المحتجزين المدنيين، إضافةً إلى إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا إلى روسيا بشكل قسري.
ورحب الطرفان بالمساعي الحميدة التي تبذلها دول ثالثة لدعم تنفيذ الاتفاقات الخاصة بالطاقة والملاحة البحرية. فيما أكدت الولايات المتحدة وروسيا التزامهما المشترك بمواصلة العمل لتحقيق السلام الدائم والمستدام في المنطقة.
وأشار البيان إلى التزام الولايات المتحدة ومواصلتها تسهيل المفاوضات، والعمل من أجل الوصول إلى حل سلمي في النزاع الروسي-الأوكراني، وذلك بناءً على ما اتُفقَ عليه في الرياض، وفي إطار الجهود المستمرة لتحقيق الاستقرار والأمن الدائمين.
وانسحبت روسيا في وقت سابق من مبادرة البحر الأسود، التي توسطت فيها تركيا والأمم المتحدة في عام 2022 لتسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية بعد اندلاع الحرب.
وترأس الوفد الروسي في الرياض جريجوري كاراسين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، وسيرجي بيسيدا، وهو مسؤول استخباراتي كبير ومقرب من الرئيس فلاديمير بوتين.
فيما ضم الوفد الأمريكي فرقا متعددة، حيث حضر كل من المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا كيث كيلوج، ومستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، بينما سافر كبير المفاوضين الأوكرانيين أندري يرماك إلى السعودية أيضا.
وقال الكرملين إن التفاهمات المتعلقة بالبحر الأسود لن تدخل حيز التنفيذ ما لم تُستأنف الروابط بين بعض البنوك الروسية والنظام المالي العالمي.
لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفى صحة هذا، قائلا إن ما فهمه هو أن اتفاقي وقف إطلاق النار لا يتطلبان تخفيف العقوبات حتى يدخلا حيز التنفيذ وسيسريان على الفور، واصفا بيان الكرملين بمحاولة “للتلاعب”.
وإذا تم تنفيذ الاتفاقين، فقد يمثلان أول خطوة كبيرة نحو تحقيق هدف ترامب المتمثل في وقف إطلاق نار أكثر شمولا في الحرب التي بدأتها روسيا بغزوها الشامل لأوكرانيا قبل ثلاث سنوات.