رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن اعتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأنه يستطيع إخراج الولايات المتحدة من العراق وسوريا بدون إلحاق أي أضرار بمصالح واشنطن الاستراتيجية يعني أنه يكرر أخطاء سلفه باراك أوباما.
وذكرت الصحيفة – في مقال افتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد -” أن فشل الولايات المتحدة في الدفاع عن حلفائها أو تشجيع ترتيبات سياسية جديدة لبغداد ودمشق من شأنه أن يؤدي إلى نشوب مزيد من الحروب وتصاعد تهديدات إرهابية جديدة، وفي النهاية سيدفع بواشنطن إلى مزيد من التدخل”.
وأفادت بأن سيطرة القوات السورية المدعومة من جانب الولايات المتحدة النهائي على عاصمة داعش المزعومة /الرقة/ هذا الأسبوع يدفع بالخلافة إلى حافة الانقراض، إذ فقدت الأخيرة 87 في المائة من الأراضي التي كانت تخضع لسيطرتها مرة واحدة في العراق وسوريا، بل وربما يتم طردها تماما من البلدين.
وأضافت” غير أن دحر الإرهابيين يثير تحديات معقدة بالنسبة للولايات المتحدة في العراق وسوريا، حيث ترسخ إيران وروسيا قواتهما ويعززان نفوذهما على حساب حلفاء الولايات المتحدة، لافتة إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان هناك استراتيجية أمريكية مضادة”.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى” أنه مع رفض ترمب التصديق على الاتفاق النووي الإيراني بدون مبرر فإنه يتعهد بمقاومة العدوان الإيراني في المنطقة، ومع ذلك ظلت الإدارة الأمريكية سلبية في وقت ساعدت فيه قوات المليشيات بقيادة إيران الجيش العراقي على طرد الأكراد العراقيين المتحالفين مع الولايات المتحدة خارج مدينة كركوك المتنازع عليها وحقول النفط القريبة.. وقال ترمب” إن الولايات المتحدة محايدة في هذه الحرب”.
وأضافت” أما في سوريا، يبدو أن واشنطن تعتزم التنحي جانبا في وقت تعمل روسيا وإيران على استعادة سلطة نظام الرئيس السوري بشار الأسد الملطخة بالدماء، وتوطيد قواعدهما هناك”.
وذكرت الصحيفة أنه خلال القتال من أجل تحرير الرقة، استولى التحالف بين روسيا وإيران والأسد على الأراضي الواقعة على الجانب الآخر من نهر الفرات بما في ذلك مدينتي دير الزور والميادين، ما يعني فوزهم في سباق الاستيلاء على الأراضي شرق سوريا، بما في ذلك حقول النفط الرئيسية في البلاد.
وأضافت” إنه على عكس واشنطن، تنوي موسكو وطهران بوضوح مواصلة دعم حلفائهما حالما يتم القضاء على تنظيم (داعش) الإرهابي”.
وبدلا من البقاء في سوريا، تقول وزارة الخارجية الأمريكية” إن الخطة تهدف إلى تسليم الرقة إلى دول أخرى”، ما يعني على الأرجح روسيا وإيران ونظام الأسد.
وأفادت (واشنطن بوست) بأن موسكو تمكنت من جذب جيران سوريا إلى مخطط تهدئة الأوضاع، مستشهدة بموافقة تركيا في شهر سبتمبر الماضي على اتفاق للمساعدة في وقف القتال في إقليم إدلب (شمال غرب سوريا) الذي يسيطر عليه ائتلاف مرتبط بتنظيم القاعدة، وفى الأيام الأخيرة، تقدمت القوات التركية إلى الأراضي القريبة من حدودها، ولكن يبقى أن نرى ما إذا كان الأتراك سيواجهون القوى المتطرفة أو يتجهون إلى الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة، ويبدو أنهم في الوقت الحالي يتفاوضون مع القاعدة.
وأضافت الصحيفة “أن إسرائيل تقف خارج نطاق هذا النظام الجديد الناشىء إذ رفضت روسيا اعتراضاتها القوية على ما سماه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ “ترسيخ إيران العسكري” في سوريا، وعززت إسرائيل مؤخرا عملها العسكري لوقف حشد إيران وقصف المواقع داخل سوريا، وعلى الرغم من سعادة نتنياهو برفض ترمب للتصديق على الاتفاق النووي الإيراني لا يوجد أي دليل على نية الولايات المتحدة لإيقاف تهديد إيران”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)