طالبت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بإعادة دراسة رفع سعر الفائدة فى الولايات المتحدة، فى ظل المعركة الشرسة التى يخوضها مجلس الاحتياطى الفيدرالى على مدى عام ضد التضخم، والتى واجهت أول عقبة رئيسية بانهيار بنكين كبيرين، ما ألقى بالظلال على النظام المالى الأمريكى.
وقالت الصحيفة الأمريكية: “تثير الأزمة التى أدت بالفعل إلى استجابة سريعة من الاحتياطى الفيدرالى والجهات التنظيمية الأخرى فى شكل تسهيل إقراض خاص جديد وإجراءات لجعل المودعين فى البنوك المنهارة قادرين على سحب أموالهم كاملة، تساؤلات حول ما إذا كان بإمكان الاحتياطى الفيدرالى أن يستمر فى رفع أسعار الفائدة فى مواجهة نظام مالى هش”.
ونقلت عن فرانسيس دونالد كبير الاقتصاديين والاستراتيجيين فى “مانولايف إنفستمنت مانجمنت” قوله: “لقد فقد الاحتياطى الفيدرالى الآن رفاهية التركيز على محاربة التضخم”، و”كانت هناك دائمًا نقطة انعطاف عندما فاقت تكاليف رفع الأسعار الفوائد كما يتعين على الاحتياطى الفيدرالى أن يفكر فى أننا أقرب إلى تلك اللحظة كثيرًا من ذى قبل”.
ويشير الخبراء -وفق الصحيفة التى كانت تتوقع حتى أيام قليلة مضت أن يرفع بنك الاحتياطى الفيدرالى أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية أخرى هذا الشهر- إلى أنه على المهتمين تعديل توقعاتهم بشكل كبير.
كما نقلت عن الاقتصاديين فى بنك “جولدمان ساكس” تأكيدهم أنهم لم يعودوا يتوقعون أن يرفع الاحتياطى الفيدرالى أسعار الفائدة فى مارس “فى ضوء الضغوط الأخيرة على النظام المصرفى”.
وأوضحت أنه بشكل عام، تنقسم الأسواق بين احتمال زيادة ربع فى المائة أو عدم رفعها على الإطلاق فى الاجتماع القادم للاحتياطى الفيدرالى فى 22 مارس، ومن المحتمل أن يعتمد قرار الفائدة أيضًا على تقرير مقبل هذا الأسبوع – حول مؤشر أسعار المستهلك اليوم الثلاثاء.
ولفتت “واشنطن بوست” إلى أنه خلال الأسبوع الماضى، كان الاحتياطى الفيدرالى يلمح إلى ضرورة رفع أسعار الفائدة، لكن هذا وضع جديد تمامًا، وأكدت أن التحول المحتمل يأتى بعد أقل من أسبوع من إبلاغ رئيس الاحتياطى الفيدرالى جيروم باول الكونجرس أنه “سيكون مستعدًا لزيادة وتيرة رفع أسعار الفائدة”.
وقالت “لكن الفشل المفاجئ لبنك “سيليكون فالى” يوم الجمعة، متبوعًا بإجراءات من قبل المنظمين لوقف التداعيات، يثير أسئلة أكبر حول ما إذا كان الاحتياطى الفيدرالى سيواصل رفع أسعار الفائدة حتى أثناء إنشغالهم بتقليل الآثار الجانبية التى حلت بالنظام المصرفى”.
المصدر: وكالات