واشنطن بوست : هل نشهد في 2017 بداية انهيار نظام عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية ؟
تساءلت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم الاثنين عما إذا كان المجتمع الدولي سيشهد في 2017 البداية التدريجية لانهيار النظام العالمي الذي تأسس في أعقاب الحرب العالمية الثانية وقضى بأن تُهيمن عليه القوة الاقتصادية والعسكرية للولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة، في مقال للرأي نشرته على موقعها الإلكتروني، إنه “بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق في عام 1991، أصبح من الشائع الحديث عن الولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى الوحيدة في العالم. فالنموذج الأمريكي وحدة هو القادر على تعزيز السلام والازدهار. والعولمة والتجارة من شأنها أن تربط الدول معا. فضلا عن أن النموذج الاقتصادي والسياسي الأمريكي- المعتمد على خلط الأسواق ومراقبة الحكومة- سوف يُحتذى به. وتتم أيضا انتشار الفكر الأمريكي بأن ارتفاع مستويات المعيشة من شأنه أن يعزز الأفكار الديمقراطية والمؤسسات”.
أما بالنسبة للقوة العسكرية، فقالت الصحيفة أنه “لا توجد دولة في العالم تستطيع أن تتحدى الولايات المتحدة وأن حرب الخليج في تسعينيات القرن الماضي تثبت ذلك. وبالتأكيد هناك مخاوف من الأسلحة النووية، ولكن هذه المخاوف تم تقويضها. فالقليل من الدول هي من تمتلك هذه الأسلحة وأن كبريات الترسانات النووية في العالم وهي في روسيا والولايات المتحدة- تبدو بلا جدوى نتيجة الاستناد إلى الفهم المشترك بأن الجميع سيخسر من تبادل الحرب بالأسلحة النووية”.
وأردفت الصحيفة تقول “إن الوضع الراهن في المشهد العالمي بدأ يتغير؛ حيث بدا مفهوم وجود قوة عظمي وحيدة في العالم يخفت بريقه. فالقوة هي القدرة على أخذ /أو إعطاء/ ما تريده. ومن هذا المنطلق، فإن الصين وروسيا أصبحتا من القوى المهمة في العالم. لذلك، فإن مصطلح “القوة العظمي” ربما يكون قد عفا عليه الزمن. فالولايات المتحدة لا تستطيع الحصول على كل ما تريده بمجرد نشر قواتها في مناطق الصراع”.
ورأت الصحيفة أن “الإجماع النووي في العالم بدا هشا حيث أصبحت كوريا الشمالية تمتلك أسلحة ذرية؛ وإيران قد تمتلكها في يوم ما، لذلك فكلما زادت الدول النووية، كلما زادت احتمالات أن أحدا قد يرتكب خطأ كارثيا في يوم ما”.
وتابعت واشنطن بوست: “أن النظام العالمي أصبح حاليا في حالة تغير مستمر لأسباب كثيرة. فابتداء من الصين وروسيا، أعربت العديد من الدول عن استيائها من الدور القيادي للولايات المتحدة. ناهيك عن استياء العديد من الأمريكيين أنفسهم من نفس الأمر. فيما ساهمت التكنولوجيات الجديدة (لاسيما التجارة الإلكترونية والحرب الإلكترونية) أيضا في إعادة توزيع مناطق السلطة والنفوذ في العالم”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الاوسط