ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن نوايا الرئيس دونالد ترامب حيال سحب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان تبدو غامضة.
وقالت الصحيفة -في مقال افتتاحي بثته اليوم الخميس على موقعها الإلكتروني- إنه عندما تم الكشف عن قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان، بدا القرار وكأنه أمر قاطع، وأن القوات الأمريكية المتمركزة في شرق سوريا -التي يُقدر عددها بألفي فرد والتي تعمل جنبًا إلى جنب مع حُلفائها من العرب والأكراد- سترحل من الأراضي السورية في غضون 30 يومًا على الأقل، وفي الوقت ذاته، سيعد البنتاجون خُطة لسحب نحو نصف قوام القوات المتمركزة في أفغانستان التي يقدر عددها بـ 14 ألف عسكري.
وأضافت الصحيفة أنه بحلول الأسبوع الحالي، أخبر المسؤولون الأمريكيون الصحفيين بأن مدة انسحاب القوات من سوريا ستتخطى الـ120 يومًا، وأنه إذا صدق السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، فمن الممكن ألا يكون هناك جدول زمني لسحب القوات على الإطلاق، إذ كتب جراهام عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات المصغرة “تويتر” تغريدة أشار فيها إلى أن “الرئيس سيؤكد أن سحب القوات من سوريا سيكون أمرًا واقعًا، وأن داعش تم تدميره في سوريا بصورة دائمة”، وأضاف جراهام، حسب قول ترامب: “إيران لم تنل أي مكاسب لها هناك”، ورأت الصحيفة أن ذلك سيتطلب فترة أطول بكثير من 120 يومًا.
وتابعت الصحيفة أن التصريحات التي أدلى بها ترامب أمس جعلت الأمر أكثر تعقيدًا، إذ ادعى أنه لم يقل إن انسحاب القوات سيستغرق فترة قصيرة، وعن موقف إيران في سوريا، أشار بقوله إلى “أن الإيرانيين يستطيعون أن يفعلوا ما يشاؤون في سوريا”، وهذا ما يتعارض كليًا مع تصريحات جراهام .
واعتبرت “واشنطن بوست” أن خطط ترامب في أفغانستان تبدو أكثر غموضًا، فبالرغم من توارد التقارير بشأن قرار خفض عدد القوات هناك، لم يدل ترامب بأي تصريح بشأن هذا الأمر علانية، كما أفاد المسؤولون الأفغان بأنهم لم يتلقوا أي تعليمات جديدة، وعندما وافق ترامب على زيادة عدد القوات الأمريكية في عام 2017، كان الهدف هو إجبار حركة طالبان على المشاركة في مفاوضات السلام، وكانت المحادثات بين المبعوث الأمريكي الخاص في أفغانستان ومُمثلي طالبان ما زالت جارية، مما زاد الآمال في التوصل إلى اتفاق، ومع ذلك، فإن ترامب لم يُقدم تفسيرًا لماذا سيأمر بانسحاب قواته من هناك قبل التوصل إلى أي اتفاق، في الوقت الذي تكافح فيه القوات الأفغانية لكبح جماح طالبان.
ولفتت الصحيفة إلى أنه ليس فقط طالبان التي تُشكل خطرًا، كما أشارت مجموعة من المُحللين خلال الأسبوعين الماضيين، فادعاء ترامب أن تنظيم داعش تمت هزيمته ليس صحيحًا، إذ تفيد التقديرات الرسمية الأمريكية بأن حوالي 30 ألفا من مُقاتليه ربما لا يزالون مُنتشرين بين العراق وسوريا، ووفقًا لآراء مسؤولين سابقين وحاليين في الإدارة الأمريكية، هناك شبه إجماع على أنه إذا لم يتم الحفاظ على الضغط الذي تشكله أمريكا على داعش، فسوف يؤدي ذلك إلى إعادة إحيائها بشكل سريع، مما يُشكل “خطرًا على وطننا”، حسب قول نائب مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق مايكل موريل، إلى جانب مايك فيكرز أحد قادة الاستخبارات الأمريكية.
واختتمت الصحيفة مقالها قائلة إنه في حال غيّر الرئيس ترامب رأيه في مواجهة مثل هذه التقييمات، فذلك من شأنه أن يكون موضع ترحيب، ولكن هذا ليس واضحًا، ففي الأماكن العامة، يواصل ترامب الدفاع عن قرار سحب القوات، على الرغم من عدم تقديم حُجج موضوعية لهذا القرار، ومع ذلك، يقول إنه يفي بوعوده الانتخابية وينبذ دور الولايات المتحدة بأنها “شرطي العالم”، كما أخبر قواته في العراق بأنه “لا تستطيع الولايات المتحدة أن تبقى شرطي العالم، إنه أمر غير عادل عندما يقع العبء علينا”.
المصدر: وكالة انباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )