ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم السبت أن نجم تنظيم داعش الإرهابي يزداد صعودا في ليبيا، على نحو جعله يتطلع الآن لبسط سيطرته على الجارة تونس.
وأشارت الصحيفة –في تقرير لها بثته على موقعها الإليكتروني – إلى الهجوم الفاشل الذي شنه التنظيم للاستيلاء على مدينة بن قردان ، التي تقع بالقرب من الحدود مع ليبيا وكانت دوما بمثابة معقل للمتطرفين، مما أوقع من صفوفهم العشرات إثر اشتباكات حادة مع قوات الأمن.
وقالت الصحيفة: “إن فشل إسقاط بن قردان مثل بدون شك انتصارا للدولة التونسية، ولكن الهجوم وتداعياته كشف هشاشة هذه الدولة الأفريقية وهي تكافح لاحتواء التداعيات السامة لانتفاضات الربيع العربي قبل خمس سنوات وكشف أيضا تصعيدا في طموحات تنظيم داعش”.
وأضافت:” أن التونسيين يشكلون المجموعة الأكبر من المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق، ولكن مع الضربات الجوية الأمريكية والروسية التي تستهدفهم هناك وتشديد حظر السفر والرقابة على الحدود، لجأ المتطرفون التونسيون إلى الانضمام لصفوف داعش في ليبيا.وعلى نحو متزايد، يخشى البعض من أن يتسرب صراع ليبيا إلى تونس”.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان إعلان تنظيم داعش تحمله المسئولية عن الهجومين اللذين وقعا في تونس العام الماضي، أحدهما كان في منتجع سوسة السياحي والآخر كان في متحف باردو بتونس العاصمة ، وراح ضحيته العشرات من الأبرياء، معظمهم من السياح الأجانب.
وأردفت تقول:” إن الغارة المعقدة على بن قردان، والتي كانت هجوما متعدد المحاور على قوات الأمن التونسية، أثارت مخاوف من أن المسلحين يبحثون عن ملاذ آمن في تونس، التي تسبب تاريخها العلماني وميولها الغربية في جعلها هدفا للمتطرفين”.
من جانبه، يقول محمد المعالي، رئيس قسم مكافحة الإرهاب في تونس:” إنه بات من الجلي أن ليبيا أصبحت تشكل خطرا علينا، فمع تزايد الضغط على مقاتلي داعش في سوريا، باتت ليبيا الآن تمثل الوجهة الجديدة لهم لاسيما مع غياب السلطة والنظام هناك”.
ورصدت (واشنطن بوست) انخفاض مستوى الخدمات في مدينة بن قردان التونسية وحرمانها من التنمية الاقتصادية التي تتمتع بها المقاصد السياحية في شمال البلاد، وقالت:” إن الشوارع هناك غير ممهدة وحقولها أصبحت مجرد مستودعات للنفايات ولا يوجد مصانع أو جامعات، ويمكنك أن ترى عشرات الشباب العاطلين عن العمل جالسين على المقاهي أو في زوايا الشوارع، فيما يعتبر مصدر الرزق الوحيد هناك قائم على الاتجار غير المشروع في الأسلحة أو الوقود أو السلع الاستهلاكية من وإلى ليبيا”.
ويقول سالم شوعات وهو عمدة سابق:” إنه بسبب الفقر والتهميش أصبح شباب بن قردان محرومين من أي مميزات تجعلهم يبقون هنا..وفي الوقت ذاته يتقابلون مع مجندي داعش الذين يمدونهم بالأموال والسيارات وسبل الحياة الرغدة، لذلك ماذا تتوقع منهم؟!..فخيارهم الوحيد هو التهريب أو الانضمام إلى داعش”.
وقالت الصحيفة الأمريكية ” إن مئات الشباب غادروا بن قردان على مدى الثلاث عقود الأخيرة لينضموا إلى الجهاد في العراق وأفغانستان والبوسنة”.
المصدر : وكالة انباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )